تقترح الدورة الثانية لمهرجان ابن بطوطة الدولي، المنظمة ما بين 9 و 12 نونبر الجاري بطنجة، هذه السنة برمجة خاصة تكرس دور السفر في الترويج للسلم والتسامح.
وتتضمن الدورة الثانية للمهرجان، المنظمة تحت شعار “الرحالة، سفراء السلام”، والتي تأتي في سياق عالمي تطبعه الاضطرابات، برمجة غنية ومتنوعة، تدعو الزوار وعشاق السفر والفن لاكتشاف الإرث الثقافي والتاريخي للمملكة، التي استطاعت أن تحافظ وتنقل، على مر القرون، قيم السلم والتعايش.
ومن خلال حط الرحال بمسقط رأس الرحالة المغربي الشهير ابن بطوطة، تطمح هذه التظاهرة الإنسانية والتاريخية إلى تثمين أعمال هذا الرحالة المعروف خلال القرن القرن الـ14، الذي انطلق في رحلة إلى مكة المكرمة، ليواصل الترحال ويعود 28 سنة بعد ذلك.
وخلال سفره، جاب ابن بطوطة العديد من مدن الشرق الأوسط، واكتشف تركيا وإيران والهند والصين، قبل أن يعود إلى القارة السمراء ويسافر انطلاقا من تمبوكتو (مالي) إلى بلغاريا، بهدف نشر رسالة التسامح والتعايش بين الشعوب والأديان.
كما تطمح التظاهرة، المنظمة بمبادرة من الجمعية المغربية ابن بطوطة، إلى إبراز التراث الثقافي واللا مادي لمدينة طنجة، الواقعة بمضيق جبل طارق، وبمفترق طرق إفريقيا وأوروبا والمتوسط والمحيط الأطلسي، مما يجعل منها صلة وصل بين الثقافات والحضارات.
وسيكون جمهور المهرجان على موعد مع معرضين للمخطوطات النادرة والكتب النفيسة، تعود لفترة ابن بطوطة، وتجسد الرابط الوثيق بين شمال وجنوب المملكة، وكذا الغنى الثقافي والتاريخي للمناطق الصحراوية وارتباطها الدائم بالسلاطين المغاربة.
وسيمكن المعرض الرئيسي، الذي سيقدمه لأول مرة وريث خزانة العلامة “عبد الباقي سبويه” بالمركز الثقافي أحمد بوكماخ، الاقتراب من هذا الكنز الوثائقي الذي يشكف عنه لأول مرة ويعود لعشرة قرون، من خلال مخطوطات نادرة تؤكد على الارتباط الروحي والسياسي لأهل الصحراء بسلاطين المغرب.
وينظم المعرض الثاني، بشراكة مع الفنان المغربي يونس الشيخ علي، الذي سيقدم مخطوطات نادرة تعرف بالرحالة المغربي ابن بطوطة، كما تسوق صورة مشرقة عن تاريخ وحضارة المملكة المغربية.
ويتضمن برنامج المعرض أيضا العديد من اللقاءات العلمية ومعارض الفن التشكيلي وأمسية عربية أندلسية للاحتفاء بالسلم، وكذا مسرحية أردنية بعنوان “الإرهاب على الباب”.
ويشمل البرنامج كذلك سلسلة من الندوات التي تهم على الخصوص مواضيع “الماء والإنسان: السلم والتعايش”، و”إرث ابن بطوطة”، و”صورة الخليج العربي عبر رحلة ابن بطوطة”، و”السفر من أجل اكتشاف الذات”، و”العيش المشترك في عالم يفتقر للحوار: أي دور للثقافة والتلاقح الثقافي”.
كما يعرف المهرجان تنظيم مناظرة دولية حول موضوع “السفر بين العالم العربي وأمريكا اللاتينية: فرصة لاكتشاف مستقبل التعاون الدولي”، ولقاء حول “الهجرة واندماج العرب بالمكسيك”، وندوة “بين كتابات وحياة الكاتب الإسباني خوان غويتيصولو” فضلا عن حفلات موسيقية يحييها فنانون مغاربة وأجانب.
وتعد الجمعية المغربية ابن بطوطة، التي تأسست في 2015، أول جمعية تعمل من أجل التعريف بشخصية ابن بطوطة ورسالة التسامح التي حملها وكتاباته، كما تواكب مشروع “حاضرة طنجة” على المستويين الثقافي والسياحي والنهوض بالتراث التاريخي والثقافي للمدينة.