عاش عدد كبير من أفراد الجالية المغربية، أمس الجمعة، بالعاصمة التونسية، لحظات جمالية وإنسانية ممتعة خلال عرض مسرحية “أو سويفان” لفرقة (اللواء للإبداع).
وتميز هذا العرض، الذي قام بتشخيصه كل من كمال كاظمي وعبد النبي البنيوي وأمين الناجي وسعاد الوزاني وسعيد طنور وعبد الحق تكروين، بحضور مكثف لأفراد الجالية وسفير المملكة بتونس، السيد محمد فرج الدكالي، مما أضفى على هذه الأمسية نكهة فنية ووطنية، تفاعل في بوتقتها المسرحيون مع الجمهور الشغوف، في تلاق إنساني تواق وخلاق.
وهو الإحساس الوطني والإنساني نفسه الذي أعرب عنه الممثل القدير كمال كاظمي، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، حينما عبر عن غامر سعادته بهذا التلاحم الجميل بين الممثلين وأفراد الجالية، والذي يتجاوز البعد الفني ليطال الاحتفالية والاحتفاء بوطن وأمة.
ورغم انشغاله بتصوير مشاهد الجزء الثالث لسلسة “حديدان”، التي نال بفضلها شهرة غير مسبوقة في المغرب وخارجه، أصر كاظمي على الحضور كما قال من أجل إسعاد أفراد الجالية المغربية، لأننا “سفراء المغرب في المجال الفني … ولأننا نقدر دور الفن والثقافة بشكل عام في ربط جسور التواصل بين المهاجرين ووطنهم الأم”.
ومن جهته، اعتبر الممثل أمين الناجي أن هذا السفر الفني في سماوات أخرى تأوي أبناء الوطن هو “لقاء ثقافي وحضاري جميل ومعبر” مع الجالية المغربية المقيمة في الخارج، وتمكينها من الانفتاح على قضايا بلدها والارتباط بجذورها من خلال الفن الراقي.
وأكد الناجي، بدوره، أن الفن يظل “الوسيلة الأرقى والأمثل للنهوض وتسويق مشروعنا الثقافي والفني الوطني بالخارج”، وتقوية أواصر العلاقة بين الوطن ومغاربة المهجر.
وترصد المسرحية، التي عرضت مؤخرا في كل من بلجيكا وايطاليا، قبل أن تحط الرحال بتونس (أول أمس في مدينة بنزرت، تلتها العاصمة، ثم القيروان اليوم)، في قالب فكاهي وهزلي حكاية تنفتح على حقبة الاستعمار، حيث يجد ثلاثة من “الكوم” أنفسهم أمام ورطة بعدما قتل رابعهم في غارة على كنيسة، وهو ما حتم عليهم البحث عن بديل له حتى يتسنى لهم العودة من جديد إلى “القشلة” دون إثارة انتباه المسؤول عنهم (الكابران).
ولن يكون هذا البديل سوى “الغالي” (كمال كاظمي) الذي وحدها الصدفة ستقود (الكوم) الثلاثة إليه، وهو في رحلة بحث عن السمكة التي وعد بها زوجته.. مما سيدفعه، من أجل تحقيق هذا المبتغى، إلى القيام بأعمال سخرة لدى “فاظمة” (سعاد الوزاني) مقابل حصوله على تلك السمكة وكيلوغرام من الخيار.
فهل سينجح في القيام بذلك الدور المنتحل، والتوفيق بين شخصيته الحقيقية وشخصية (الكومي) الضحية¿… تلك هي بؤرة هذا العرض المسرحي، الذي سبق له أن فاز ضمن فعاليات المهرجان الوطني للمسرح بمكناس بجائزتي الإخراج للزيتوني بوسرحان والتشخيص في فئة الذكور للفنان كمال كاظمي.
مسرحية “أوسويفان”… سينوغرافيا مراد حنيفي، وإضاءة بوشعيب بونبت، والمحافظة العامة لعامر المرنيسي، وتنفيذ الديكور حسن الزاكي، وإدارة الإنتاج سعيد توفيق.
وكانت الوزارة المكلفة بالمغاربة المقيمين بالخارج وشؤون الهجرة، قد وقعت السنة الماضية على اتفاقية شراكة مع 17 فرقة مسرحية مغربية، تهم تقديم عروض مسرحية (120 عرضا) لفائدة المغاربة المقيمين بعدد من الدول الأوروبية والإفريقية، وذلك برسم موسم 2015 2016.
وبموجب هذه الاتفاقيات، سيتم تقديم 104 عروض مسرحية لفائدة المغاربة المقيمين بالخارج موزعين على ست دول، هي ألمانيا، وبلجيكا، وإسبانيا، وفرنسا، وإيطاليا وهولندا، و16 عرضا لفائدة المغاربة المقيمين بإفريقيا موزعين على ثلاث دول (كوت ديفوار، والسنغال وتونس).