حظي مدير التصوير المغربي كمال الدرقاوي، مساء الثلاثاء الماضي، بتكريم خاص في إطار فعاليات الدورة 15 للمهرجان الدولي للفيلم بمراكش.
ويعد هذا التكريم بمثابة اعتراف بإسهام فن التصوير السينمائي في دعم نهضة الفن السابع بالمملكة، وبالدور الذي يضطلع به مدير التصوير المحترف ضمن منظومة العناصر الفنية الضامنة لنجاح المشروع السينمائي.
ويبدو اختيار كمال الدرقاوي ليكون ضمن الأسماء المكرمة في الدورة مستحقا بالنظر إلى التجربة المتميزة والغنية لهذا الفنان الذي أثرى بعدسته الساحرة المشهد السينمائي المغربي وكرس القيمة المهنية والفنية للتقنيين المغاربة.
ولا أدل على ذلك من حضور اسم كمال الدرقاوي في جينيريك مجموعة كبيرة من أبرز الأفلام المغربية، ابتداء من التسعينيات قبل أن يصنع لاسمه مكانا في الحقل السينمائي الكندي، من خلال مساهمته في عدد من الأعمال الدولية المتميزة.
وقدم المخرج سعد الشرايبي المحتفى به كفنان حساس وصارم بدت مواهبه مبكرا، وجاءت الجوائز الكثيرة التي حصل عليها لتعكس تمكن وحرفية الدرقاوي من فن الصورة السينمائية.
وقال الشرايبي إن المغرب كان يستورد مدراء التصوير من الخارج، واليوم ها هو فنان مغربي يساهم في صناعة صورة الأفلام الاجنبية.
واعتبر أن كمال الدرقاوي حامل إرث عائلي غني يجسده والده المخرج المغربي مصطفى الدرقاوي وعمه مدير التصوير عبد الكريم الدرقاوي.
من جهته، عبر مدير التصوير المحتفى به عن تأثره بهذه الالتفاتة قائلا “إن ما أقوم به ليس مهنة، إنها شغف مثير لكنه مكلف يتطلب الكثير من الجهد والالتزام”.
يذكر أن كمال الدرقاوي، الذي ولد في مدينة “لودز” ببولندا، درس السينما في المدرسة الوطنية العليا في عام 1988، والتحق بالمعهد الوطني للسينما بروسيا، وتخصص في دراسة الصورة وإدارة التصوير. ويدين كمال بفضل كبير في نضج موهبته لأستاذه فاديم يوسوف، مدير التصوير الشهير الذي اشتغل طويلا مع المخرج العالمي أندري تاركوفسكي.
وفاز الدرقاوي بالعديد من الجوائز منها : جائزة أفضل تصوير في المهرجان الدولي للفيلم بالدار البيضاء “المغرب” الذي نظم عام 1998 عن فيلم “نساء ونساء”، وجائزة أفضل تصوير في المهرجان المستقل للشاشة العربية بلندن عن فيلم “العرض الأخير” للمخرج نور الدين لخماري، وفي عام 2000 حصل على جائزة أفضل صورة من مهرجان إفريقيا الجنوبية عن فيلم “نساء ونساء”، وجائزة أفضل مساعدة تقنية في المهرجان الدولي للرباط بالمغرب عن فيلم “ضفائر” للجيلالي فرحاتي، وجائزة أفضل صورة في المهرجان السينمائي الدولي بمونريال عن فيلم “عطش” لسعد الشرايبي.
وكانت الدورة الخامسة عشر لمهرجان مراكش افتتحت بتكريم النجم الأمريكي بيل مواري، وأعقبه تكريم النجمة الهندية مادوري ديكسيت، بينما ينتظر أن تتواصل فعاليات التكريم بالاحتفاء بالمخرج الكوري الجنوبي بارك شان ووك ثم بالممثل الهوليودي الشهير ويليام دافوي.