يتميز حفل افتتاح الدورة 12 لمهرجان سينما الشعوب ، الذي يحتضنه المركب الثقافي لمدينة إيموزار كندر ابتداء من الرابعة والنصف عشية ، بتكريمين : أحدهما لروح الممثل المغربي الكبير محمد بصطاوي (1954 – 2014) ، والثاني للمخرج الجزائري الأمازيغي شريف عقون .
فيما يلي ورقة تعرف بجوانب من المسار الفني للمخرج عقون وبمضمون فيلمه ” البطلة ” المبرمج عرضه ليلة التكريم :
شريف عقون سيناريست ومخرج سينمائي وتلفزيوني جزائري مقيم حاليا بباريس ، انطلقت مسيرته الفنية من التلفزيون الجزائري سنة 1981 ، كمساعد مخرج أول ، وذلك بعد تخرجه من المدرسة العليا للدراسات السينمائية بباريس سنة 1978 ، حيث عمل في مجموعة من الأفلام الروائية الطويلة . وابتداء من سنة 1985 باشر إخراج عدد من الفيديو كليبات والأفلام الوثائقية .
كتب عقون وأخرج أول أفلامه السينمائية الروائية القصيرة سنة 1990 بعنوان ” نهاية الجن ” (22 د) وهو ناطق بالأمازيغية ، حاول من خلاله أن يمرر دعوة لتربية الأطفال على المنطق والخيال بعيدا عن الرعب والخوف والأوهام والخرافات والأساطير. هذا الفيلم ، الذي صور بالفضاءات الطبيعية الجميلة لقرية تادارت أوفلا ببجاية ، عاد فيه المخرج إلى طفولته واستلهم منها بعض العناصر أثناء كتابته للسيناريو .
وفي سنة 2011 أخرج فيلما وثائقيا بعنوان ” تلمسان أو الأندلس الجديدة ” وأعقبه سنة 2013 بفيلمه الروائي السينمائي الطويل ” البطلة ” ، الذي تلته أعمال أخرى : الفيلم التلفزيوني ” صناع السلام ” (2015) و الوثائقي الناطق بالفرنسية ” روشي نوار ” (2015) …
يتناول فيلم ” البطلة ” حقبة العشرية السوداء التي مرت منها الجزائر وما خلفته أحداثها من نتائج نفسية واجتماعية وسياسية واقتصادية وخيمة على المجتمع الجزائري كالإنقسامات وسيادة العنف والإرهاب باسم الدين …
استلهم عقون سيناريو هذا الفيلم من قصة واقعية جرت أحداثها في قرية سيدي موسى قرب مدينة بوقرة بولاية البليدة ، حيث أنقدت الأم ” البطلة ” (من تشخيص الممثلة سامية مزيان) أبناءها من أيادي الغدر وقامت بقتل الإرهابي الذي هاجم بيتها .
يحكي هذا الفيلم قصة عاشور الذي يدير مزرعة مع شقيقيه مراد وجلول على بعد بضعة كيلوميترات من العاصمة الجزائر . وتجري أحداث هذه القصة في أواسط التسعينيات من القرن الماضي إبان العشرية السوداء . فبعد تكثيف الهجمات الإرهابية على القرويين والمزارع المعزولة ، يموت عاشور وتنجح زوجته حورية في الفرار بأبنائها إلى العاصمة حيث تقطن أسرتها ، وهناك تنطلق الحياة من جديد …
أحمد سيجلماسي