أحيى الفنان الفرنسي المغربي مالك، مساء امس الاثنين بالرباط حفلا في اطار الدور الرابعة عشر لمهرجان ” موازين ايقاعات العالم”، أعاد هذا المبدع الرقيق الى دفئ المنصة وحرارة اللقاء المباشر مع الجمهور.
بتلقائيته المعهودة وبساطة فنان خجول، أمتع مالك، على منصة رونيسانس، جمهورا من المتابعين لتجربته الفنية الخاصة، بنخبة من أغانيه القديمة والجديدة، التي ترصع رصيدا زاخرا يمتد على أزيد من ثلاثة عقود.
وعلى عادة فنان مجتهد في البحث الموسيقي والشعري، عن أصيل اللحن وفتنة الكلمة، قدم عاشق الشعر والقيثار قطعا تجاورت فيها نصوص شعرية عميقة تتنوع بين اللون العاطفي وإنشاد سحر المكان وأخرى بنفحة فلسفية في مديح الحرية.
أما على المستوى اللحني، فبدا جليا انشغال مالك بإثراء الإيقاع الكلاسيكي للأغنية الفرنسية بإيقاعات من صميم التربة المغربية، خصوصا من خلال البيركسيون الذي لمع في أدائه جو عمران المالح، الى جانب ادريس الودغيري وأمادو با على الغيثار. كما تحمل بعض الأغاني التي أداها مالك لمسة تأثر واضح بفن البلوز.
ولعل هذا الفنان المخضرم بات اكثر اقتناعا بفسح المجال امام تنوع وتعدد الأصوات الهارمونية في تشكيل لوحته الموسيقية، وان كان يظل وفيا للطابع الكلاسيكي النازح نحو جمل لحنية وديعة ووتيرية، تولد انتشاء داخليا اكثر مما تصنع اجواء تفاعل راقص سريع.
يغني مالك نشيد الحرية والحب والمدن الذي عشقها.. يهدي من روحه شيئا لطنجة، وللدار البيضاء، ومن خلالهما للمشهد البحري الذي يمارس عليه فتنة دائمة.
يذكر أن مالك رأى النور في 21 يوليوز 1959. أطلق أول نجاح له بعنوان “لامال في” كما قام بتسجيل أغنية “دنيا” مع الإخوان بوشناق وهي أول أغنية بأسلوب “الفيزيون” في الساحة الفنية المغربية، حيث تطور منذئذ من خلال المزج بين الايقاعات المحلية والعالمية.
مالك عنوان مسيرة طويلة أفرزت عالما موسيقيا غنائيا خاصا وإن حمل تفاصيل من تراث جاك بريل وجورج براسين، أما أيقونته الخالدة فهو الراحل بوب ديلان.