لحظة تتويجي بجائزة أحسن دور رجالي بمهرجان طنجة لحظة لن أنساها ما حييت يقول الممثل عزيزا داداس معتبرا أنها لحظة لا توصف وقد يعجز أي فنان على وصف تلك اللحظة لو طلب منه وصفها .
البساطة هي اختياراتي الأولى والأخيرة في التعاطي مع أي دور أتقمصه يشرح صاحب جائزة أفضل ممثل في المغرب لهذا العام مشيرا إلى أن فيلم “دالاس” الذي توج به والذي أخرجه المخرج محمد علي المجبود كان استمرارا لأدوار تشبهني وتناسبني وأرتاح لأدائها وقد جسدت في هذا الفيلم الدور الرئيسي والذي يتعلق بمخرج سينمائي يفكر في إخراج فيلم سينمائي تحت الطلب قرر أحد الأثرياء المولعين بالسينما إنتاجه وفي الفيلم الذي يغلب عليه الطابع الكوميدي أو الهزلي الكثير من المشاهد الذي تعكس حال السينما وحال الإنتاج وحال الممثلين والممثلات ، وشخصيا يقول داداس كان فيلم “دالاس” بالنسبة لي وسيظل أحد الأفلام التي سترتبط دوما بمساري الفني والسينمائي .
“الطريق الى كابول” الفيلم المنعطف
فيلم “الطريق إلى كابول” لمخرجه ابراهيم الشكيري كان بمثابة المنعطف في مساري مع السينما مثلما هو الحال مع كل الزملاء الذين شاركوني بطولة هذا الفيلم الناجح يقول عزيز داداس
“الطريق الى كابول” شكل وعيي السينمائي إن صح التعبير يقول داداس موضحا أن حب الجمهور للفيلم وتفاعله معه كان بمثابة التأشيرة التي سمحت لي بدخول الفن السابع من بابه الواسع ، وقد حقق هذا الفيلم ما لم تحققه جميع الأفلام السينمائية المغربية مجتمعة حيث دام عرضه في القاعات السينمائية لأكثر من ثلاث سنوات وعرفت في فترة عرضه القاعات السينمائية المغربية إقبالا كبيرا سمح بالحديث عن عودة الروح للسينما المغربية والإنتاج السينمائي وهي عودة تعتمد أساسا يقول داداس على كسب الثقة بين الجمهور والسينما بموضوعاتها التي تشبهه وتحقق له شرط الفرجة بجميع مكوناته .
المسرح كان البداية
لا يفرط الممثل والسينمائي عزيز داداس في صفة الممثل المسرحي التي اكتسبها في بدايته ، فهو يصر على أنه ممثل مسرحي قبل أي شئ اخر وحجته في ذلك أن لا شئ يعلى على المسرح أب الفنون ، فالمسرح هو بداية كل فنان يقول داداس، وكل من لم يقف على خشبة المسرح فهو ليس بالفنان، المسرح يصنع الفنان وهو دوما وأبدا مقولة أبو الفنون،وشخصيا يقول داداس شاركت منذ بداياتي بمسرح الهواة المسرح الحقيقي في المغرب، ثم المسرح المثقف، والمسرح الملتزم، ومسرح النخبة.. وقد كانت بدايتي من هذا المسار، و كنت ولا أزال أحب كلمة عزيز داداس الممثل المسرحي وهي تشعرني بسعادة عارمة أكثر من أي صفة أخرى .
بداية المسرح فتحت لي فيما بعد الطريق نحو عالم السينما والتلفزيون يقول عزيز داداس حيث كانت بدايتي الأولى مع المخرج مصطفى الدرقاوي من خلال ظهور متواضع في شريط”داي لايت”، ثم شاركت في فيلم قصير من إخراج هشام العسري، بعد ذلك جاء الدور على شريط “الخطّاف” مع سعيد الناصري سنة 2007، لتتوالى الأدوار في أشرطة “خارج الحدود”،”الطريق إلى كابول” و”زيرو” و”خارج التغطية” وهو مسار حافل تعلمت فيه الشئ الكثير وسعيت جاهدا لكسب ود الجمهور المغربي المتعطش لأدوار جديدة وغير متصنعة .
أدوار الهامش
جزء كبير من النجاحات التي حققتها في كل الأفلام السينمائية التي اشتغلت بها تعود لطبيعة الأدوار التي تسند لي يقول صاحب جائزة أفضل ممثل في المغرب موضحا أن اهتمامه ينصب في الدرجة الاولى على المواضيع التي تلامس الواقع اليومي للناس العاديين، والكادحين والمشردين، الذين يعيشون على الهامش، حيث أفضل العيش مع البسطاء في فضاءاتهم التي يتحركون داخلها فهؤلاء هم الهوية و هم الوطن ، ومن هنا يجب على كتاب القصة وكتاب السيناريو والمخرجين السينمائيين الالتفات لمواضيع قريبة منا ومن حولنا والتقاطها الالتقاط الصحيح لجعلها مادة دارمية من صنع محلي لأن السينما مثل الأدب فكلما كنت محليا صرتا عالميا وفي تجربة الراحل نجيب محفوظ الدليل الكبير على ذلك .
لا يتفق عزيز داداس مع مقولة “أن الجمهور المغربي قاطع السينما المغربية والقاعات السينمائية” لأن الإحصائيات الأخيرة بخصوص فيلم “الطريق إلى كابول” كذبت مثل هذه الطروحات وعكست تفاعلا كبيرا مع الفيلم وأفلام مغربية أخرى تقول الحقيقة للجمهور والمشاهد في المغرب مستدلا بفيلم «زيرو» للمخرج نور الدين الخماري الذي اختار معالجة موضوع الفساد في قطاع الأمن ، وهو فيلم حسب دادس جسد بصدق الواقع وتجاوز باحترافية الخطوط الحمراء وقدم للمشاهد المواضيع التي لم يعتد مشاهدتها في الأفلام المجرورة ذات الموضوعات المستهلكة ، نحن في حاجة الى سينما جريئة واقعية ومحترفة حتى نكسب تلك القاعدة الجماهيرية المرجوة من الجميع .
القاعات السينمائية
مآل القاعات السينمائية في المغرب أكبر هموم الممثل عزيز داداس الذي يتحسر على وضع قاعات العرض السينمائي التي أغلقت مجملها بما في ذلك القاعات التي شكلت ذاكرة وتاريخ المغرب والمتواجدة في عدد من المدن المغربية ، حال القاعات دفع الممثل داداس الى توجيه نداء الى جميع الغيورين على الشأن السينمائي داعيا الى السعي لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، فلا يعقل يقول دادس أننا ننتج ما يفوق عشرين عملا سينمائيا في السنة سنويا، في حين أن قاعات العرض التي لا تزال صالحة للعرض، أصبحت تعد على رؤوس أصابع اليد، وما أتخوف منه أن يأتي سينمائيون شباب بعدنا ولا يجدون فضاءات للعرض، مقترحا إنشاء قاعات صغيرة بالأحياء والضواحي، قاعات لا تتعدى ثلاثمائة مقعد، قاعات يمكن أن تشكل سينما القرب، كما هو حاصل في فرنسا يختم الفائز بجائزة أحسن ممثل خلال هذا العام في المغرب والذي يتطلع قريبا للدخول في تجربة سينمائية عالمية تتسجد في مشاركته التمثيل في فيلم رفقة الممثل العالمي جاد المالح وهو الفيلم الذي من المنتظر أن يشارك في مهرجان كان السينمائي