عمم سينمائيون مغاربة اليوم بلاغا توصلت به الفنية يعتبر أن لجوء مهرجان لوكارنو السينمائي في سويسراللتنسيق والعمل مع جهات اسرائيلية على رأسها الصندوق السينمائي الإسرائيلي ووزارة الخارجية الإسرائيلية بمثابة تعزيز للأفلام الاسرائيلية التي تستمر بلادها في احتلال الشعب الفلسطيني وطالب البلاغ الذي ننشره منظمي المهرجان باعادة النظر في علاقتهم بالحكومة الاسرائيلية :
نص البلاغ :
لفت انتباهنا أن مهرجان لوكارنو السينمائي اختار هذا العام في مبادرة “كارت بلانش”(التفويض المطلق) أن يضع إسرائيل في محوراهتمام المهرجان، و ذلك بالتعاون مع صندوق السينما الإسرائيلي، وهي وكالة تمولها الحكومة الإسرائيلية التي تتلقى دعماً من مجلس السينما الإسرائيلي،ومن الهيئة الاستشارية لتمويل الأفلام التي تعين الحكومة أعضاءها، فضلاً عن الدعم من وحدة الأفلام في وزارة الشؤون الخارجية التي تهدف إلى “تعزيز الأفلام الإسرائيلية في الخارج بدعم من الملحقين الثقافيين في السفارات الإسرائيلية في جميع أنحاء العالم.”
نحن الموقعين أدناه، سينمائيين ومتخصصين في هذا القطاع نود أن نعرب عن قلقنا العميق إزاء اختيار مهرجان لوكارنو أن يعمل بالاشتراك مع الصندوق السينمائي الإسرائيلي ووزارة الخارجية الإسرائيلية، على الرغم من كون إسرائيل لا تستمرّ فقط في احتلالالشعب الفلسطيني واستعماره وتطهيره عرقياّ منذ عقود بل تزيد من حدّة ذلك ووطأته.
نحن قلقون بشكل خاص من توقيت هذا القرار من مهرجان لوكارنو السينمائي للترويجلإسرائيل، والذي يأتي عقب مجزرة اسرائيل الأخيرة في غزة صيف عام 2014، حيث قتل أكثر من ألفي فلسطيني، بينهم أكثر من خمسمئة طفل.في الواقع إن اسرائيل قتلت من الفلسطينيين أكثر من أي عام مضى منذ سنة 1967. كما أن قرار مهرجان لوكارنو يأتي أيضا عقب انتخاب حكومة يمينية متطرفة هي الأكثر عنصرية في تاريخ إسرائيل.
ونظرا للعداء الحالي من قبل إسرائيل والمتمثل في اعتداءاتها الوحشية المستمرة على المدنيين الفلسطينيين وعلى البنية التّحتية، والذي تبرره نفس وزارة الشؤون الخارجية التي اختيرت أن تكون شريكا للمهرجان، نطالب منظّمي المهرجان أن يعيدوا النظر في علاقتهم مع حكومة إسرائيل، وأن يسحبوا شراكتهم مع صندوق السينما الإسرائيلي ووزارة الخارجية الإسرائيلية وكافة الجهات الإسرائيلية الرسمية الأخرى. إذا كانت الفكرة هي دعم صناع السينما الإسرائيلية الفردية أو شاشة الأفلام الإسرائيلية، فإنّ هناك طرقا عديدة للقيام بذلك دون قبول التمويل أو أشكال أخرى من الدعم من مؤسسات الدولة والحكومة الإسرائيلية.
كما نوجه هذا الطلب وفي أذهاننا صنّاع السينما الفلسطينية الذين فقدوا حياتهم أو أحباءهم هذا العام بسبب الهجمات العسكرية الإسرائيلية. ونحن نعمل على ذلك آخذين في عين الاعتبار العديد من المراكز والمؤسسات الثقافية وجامعات الفنون التي تستهدفها القنابل والصواريخ الإسرائيلية. نتخذ هذا التوجه لأننا أيضا متضامنون مع أولئك الذين هم تحت الحصار. وفي ظل هذه الظروف، لا يمكن أن نعتبر ما تقوم به دولة إسرائيل على أنه أمر عادي. كما يأتي تحركنا هذا لأننا أنفسنا تحت الحصار، متشبّثين بفنّنا وإنسانيتنا ومساهمين في الكفاح الجماعي من أجل الحرية والعدالة والمساواة.
ونأمل أن زملاءنا وأصدقاءنا في مهرجان لوكارنو السينمائي سينهضون في صفّنا.نأمل أن تقدّروا حدّة الألم في مثل هذه الحالة كما في الوضع الحالي، وأن تختاروا النهوض لكرامة الإنسان في مواجهة الوحشية والظلم اللذَينيرتكبان ضد جميع الشعوب .
إنّه لمن الجدير الوقوف على الكلمات الخالدة للفيلسوف الألماني، والتر بنيامين، من أطروحاته حول فلسفة التاريخ: “إن التقليد الذي يمثله المضطهدون يعلمنا أن ’حالة الطوارئ‘ التي نعيشها هي القاعدة وليست مجرّد استثناء. ويجب أن نبلغ مفهوما للتاريخ يتماشى وهذه الرؤية. حينها سندرك بوضوح أن مهمّتنا هي إحداث حالة طوارئ حقيقية، وهذا من شأنه تحسين موقعنا في النضال ضد الفاشية. إذ نعتقد أن أهم الأسباب التي تمنح فرصة التوسع للفكر الفاشي هو أن معارضيه،وباسم التقدم، يتعاملون معهعلى أنه القاعدة التاريخية. إنّ الذهول الراهن حيال الأشياء التي نعايشها والتي ’ما زالت‘ ممكنة في القرن العشرين ليس بالأمر الفلسفي، وهو لا يمكن أن يعدّ بداية المعرفة،سوىإذا كان كنه هذه المعرفة أن المنظور التاريخي الذي يفضي إليها غير قابل للدوام”.
مع خالص التقدير،