افتتحت بطنجة فعاليات المناظرة الوطنية حول الثقافة المغربية ،التي ينظمها على مدى يومين اتحاد كتاب المغرب، والتي تشكل موعدا هاما لاستشراف مستقبل المغرب الثقافي بمختلف مكوناته وفاعليه.
واكد وزير الثقافة محمد الامين الصبيحي ، أن ورشات العمل القطاعية المبرمجة في اطار الفعالية ستتمخض عن جيل جديد من الافكار والمقترحات التي من شأنها ان تقدم قيمة مضافة الى طرائق النظر والتدبير الثقافيين للمرحلة القريبة المقبلة . واضاف ان الفعالية يمكن ان تسهم في ” تدقيق أكبر للأولويات والرهانات الثقافية سواء داخل المغرب او على مستوى ارتباطاته الثقافية الحيوية جهويا وعربيا وافريقيا ودوليا “،مشيرا الى ان ورش الثقافة “مفتوح للاجتهاد والمبادرة بالفكر والفعل الثقافيين في إطار الضمانات ،التي يسهر عليها صاحب الجلالة الملك محمد السادس والتنصيصات المتقدمة التي جاءت به الوثيقة الدستورية، وفي إطار التصريح الحكومي المتناغم مع هذه الضمانات”.
ومن جهته، قال رئيس اتحاد كتاب المغرب عبد الرحيم العلام ان المناظرة يؤطرها “سياق تاريخي خاص ” يتعلق بمجمل التحولات التي عرفها ويعرفها المجتمع المغربي في السنوات الأخيرة ،وما أفرزته من اصلاحات واعلاء مختلف مكونات الثقافة المغربية والعناية بمؤسسات المجتمع المدني ودعم أدواره في تقوية العمل المؤسسي
المناظرة تواكب المتغيرات العديدة التي طالت المشهد الثقافي المغربي والعربي والاسلامي، مما يستدعي من اتحاد كتاب المغرب وباقي الفعاليات الثقافية الوطنية للمساهمة في بلورة التصورات والرؤى لدعم الفعل الثقافي بالمغرب، مبرزا ان المناظرة هي ايضا احتفاء بالافق الثقافي المغاربي لدعم وتعزيز الهوية والحس المغاربيين وترسيخ ثقافة الاعتراف واخلاق التكريم وقيم الوفاء.
واكد ان التناظر حول واقع وآفاق الثقافة المغربية ،الذي تمثله الفعالية ،سيمكن من الوقوف على جملة من التوصيات والنتائج ،التي من شأن أجرأتها أن تعمل على تحويل المشروع الثقافي الوطني الى قاطرة إسناد لاستكمال تحديث المجتمع ودعم الاصلاحات الكبرى التي يعرفها المغرب في اكثر من واجهة.
وتم بمناسبة حفل الافتتاح تكريم كل من وزير الثقافة الأسبق السيد محمد علال سيناصر نظير إسهاماته وخدماته المختلفة والمميزة للثقافة الوطنية تدبيرا وتأليفا، كما تم بنفس المناسبة تكريم البرلمانية والفاعلة الثقافية والسياسية والاكاديمية رشيدة بنمسعود ومن خلالها المرأة المثقفة المغربية وعطاءاتها في مختلف الحقول المعرفية، كما تم تكريم الفنان اللبناني مارسيل خليفة، كأحد أبرز الفنانين العرب، الذين بصموا على مسيرة فنية رائدة ساهمت في اشعاع الثقافة العربية.
كما تم خلال حفل الافتتاح التوقيع على وثيقة إحياء اتحاد الكتاب المغاربيين بحضور ممثلي اتحادات الكتاب ،بكل من تونس وموريتانيا والجزائر اضافة الى المغرب ،بما ترمز اليه الوثيقة من “نفس وحدوي وبمرجعية فكرية وقناعات ثقافية بغاية نسج الجسور الرفيعة وتكسير خطوط الحدود المصطنعة بين الاقطار المغاربية”.
وتم أيضا التوقيع على مذكرة تفاهم للتنسيق وتعزيز التعاون بين مجلس النواب واتحاد كتاب المغرب. وتهدف الوثيقة ،التي وقعها كل من رئيس مجلس النواب السيد رشيد الطالبي العلمي ورئيس الاتحاد عبد الرحيم العلام ،الى تحديد اطار عام للتعاون لإشراك الاتحاد في اللقاءات والاستشارات والمقترحات والقراءات لمشاريع النصوص التشريعية المتصلة بالهوية والثقافة والفن واللغات والشباب والمرأة والمناصفة وغيرها من المواضيع التي تندرج ضمن اهتمام اتحاد كتاب المغرب.
كما تم توقيع مذكرة تعاون بين اتحاد كتب المغرب والشركة الوطنية للاذاعة والتلفزة، بهدف دعم الممارسة الثقافية بالمغرب وتفعيل التنسيق والتعاون بين المؤسستين لابراز مقومات الهوية الثقافة الوطنية وتثمين واشعاع الابداع الوطني الثقافي في مختلف تمظهراته وتجلياته.
ويتضمن برنامج المناظرة مناقشة أرضية رئيسة حول الفعل الثقافي العام وورشات عمل 13 لجنة موضوعاتية، تتفرع الى ورشة السياسة الثقافية والدبلوماسية الثقافية، الثقافة والرأسمال غير المادي، الثقافة والجهوية، الثقافة الشعبية، الفكر والقيم، الهوية والتعدد الثقافي واللغوي، الثقافة والإعلام، الإبداع والترجمة، الكتابة والقراءة والنشر والتوزيع، المسرح، السينما، التشكيل ثم الموسيقى.
فيما ستختتم أشغال هذه الفعالية الثقافية المهمة ، بإصدار إعلان طنجة الثقافي، الذي يترجم خلاصات أشغال لجان المناظرة الوطنية حول الثقافة المغربية.
وتعرف المناظرة مشاركة العديد من الفعاليات والكفاءات الوطنية، المعنية بالحقل الثقافي، من مفكرين ومثقفين وباحثين وخبراء ومبدعين وفنانين وإعلاميين، وغيرهم من الجهات الفاعلة في المغرب ، من مؤسسة تشريعية وقطاعات حكومية وهيئات ومنظمات ومراكز وجمعيات، ثقافية وفنية وحقوقية وإعلامية، معنية بالثقافة الوطنية ومهتمة بقضاياها، في مشاربها المختلفة، وفي تعبيراتها وروافدها المتعددة، وفي ملامح هويتها المتجددة.