الخميس , 6 فبراير 2025
الرئيسية » الرئيسية » لقاء : عازف الة الناي رشيد زروال : الناي الة ربانية ساقها الله للبشرية

لقاء : عازف الة الناي رشيد زروال : الناي الة ربانية ساقها الله للبشرية

أخر جوائز جائزة ” زرياب للمهارات ” فاز بها المايسترو المغربي رشيد زروال كأحد أجود وأمهر عازفي الناي دوليا ووطنيا وعربيا .
الجائزة التي منحت لزروال من طرف المجلس الوطني للموسيقى هي اعتراف لمسار فني متألق لعازف عشق الة الناي وانتصر لها دوما في كل المحافل العالمية .
رشيد زروال يتحدث خلال هذا اللقاء مع ” الفنية” عن علاقة استثنائية مع الة استثنائية .

الناي الآلة “الفقيرة”

زرياب المهارات هي تشجيع لي ولآلة استثنائية اسمها ” الناي ” وحصولي عليها هو تشجيع لمساري في العزف الذي بدأ منذ أمد طويل حيث كان عمري لا يتجاوز الثلاثة عشرة عاما ..
فالناي أول آلة في الوجود اكتشفها الانسان عن طريق الصدفة ومن بعد تطور الامر ليصبح رجال الدين هم من يعزفون على هذه الالة ..وكما يقال هذه الالة هي فقيرة لأنها عبارة عن قصبة جوفاء وقد حافظت على شكلها القديم مثلما اكتشفت وصنعت في عهود قديمة فهي الة أصيلة كانت وستبقى .
وعلاقتي بهذه الالة علاقة حب فأنا أنتمي لعائلة موسيقية في عمرها قرنين من الزمن أجدادي عزفوا الموسيقى في البلاط الملكي طيلة هذه السنين الطويلة ولازلنا الان نحتفظ بنفس المسار الموسيقي الذي ورثنها عن الاجداد وسيرثه من بعدنا الابناء ..وقد كان عمري أقل من خمس سنوات حين عشقت هذه الالة أي آلة الناي حين سمعت أحد أبناء عمومتي يعزفها ومن تم ارتبطت بها الى حد الهيام وعندما التحقت بالمعهد الموسيقي وأنا صغير كان من حظي أنني وجدت استاذا ضمن القلة القليلة التي واظبت على تدريس وتلقين الاجيال الصاعدة العزف على الة الناي وهو من الاساتذة العرب القليلون الذين يدرسون الة الناي بطريقة علمية ومن المفاجآت الجملية أنا هذا الاستاذ حضر معي حفل التكريم الذي حصلت فيه على جائزة “زرياب للمهارات” وشخصيا أحب أن أشير الى أنني في مرحلة لاحقة صرت أنا شخصيا أدرس هذه الالة للطلبة في المعاهد الموسيقية لكن المشكل الذي يعترضني هو أن الطلبة الذين يريدون تعلم العزف على الة الناي يريدون التعلم عن طريق السمع وأنا شخصيا أرفض هذه الطريقة لأني أعتبرها غير صحيحة علميا .

موسيقى الطبيعة

عندما اكتشف رجل الدين “ايهياجينوس” الة القصبة أحدث بها ثقبا فأعطاها ذلك نغمة معينة ثم زاد الثقب الثاني ليحصل من جديد على نغمة مختلفة وهكذا دواليك كلما أحدث ثقبا في نايه حصل على صوت مختلف ومن هنا اكتشف الناي كآلة موسيقية جميلة ..ففي المغرب مثلا يوجد أكثر من 35 نوعا من الة الناي ، في الصحراء وحدها هناك 25 نوع منها هناك من فيها أكثر من ثقب أو خمسة أو ثلاثة ، ثم اذا ذهب الى الاطلس المغربي تجد هناك الناي الخاص بجيلالة (فرقة موسيقية شعبية ) وفي الشرق هناك خمسة أنواع من آلات الناي لكن الناي المعروف الكلاسيكي هو الناي الموجود في المغرب وتونس والجزائر في ليبيا في تركيا وهذا النوع توجد في سبعة ثقب ، وعادة المتفرج ينتبه الى أن عازف الناي يغير في كل مرة نايه بناي اخر لأن الناي لايوجد به مفتاح مثل الالة الاخرى ومن هنا يضطر الى تغيير نايه بتوافق مع النغمة والمستوى الموسيقي لآن الثقب الموجود في كل ناي وعددها هي صانعة النغمة .

أسعار وأنواع الناي

صناعة الناي في المغرب والوطن العربي تمشي الى الانقراض والمهرة من الصناع أصبحوا نادرين شخصيا أتعامل مع صانع مصري ماهر كان يصنع ناي محمود عفت ، ثم صانع اخر من تركيا وهو عازف وفي نفس الان صانع .
وأسعار الة الناي تختلف من نوع الى اخر شخصيا لدي ناي اشتريته بحوالي 8000 درهم مغربية (800دولار) لدي منهم خمسة آلات وهو ناي تركي ..وطبعا هناك الناي الذي يباع في الاسواق الشعبية والبازارات بأقل الاسعار وطبعا يختلف الناي الذي يستعمله العازف المحترف على الذي يقتنيه شخص ما لأشياء أخرى

المايسترو

دور عازف الناي وسط الفرقة الموسيقية أو في التخت الذي كان يتكون من ناي وقانون وكمان ورق وهي فرقة الموسيقى العربية ، ثم من بعد أصبحت هناك الكمنجات ثم الالات الموسيقية الحديثة جدا ككتشيلو والاورك ..ودور العازف الماهر داخل كل ذلك هو الذي يغلف ويجمع بين كل الايقاعات أو يفرق بينها ، فغالبا تلتقط أذن الموسيقي المحترف ما يسمى بالعزف النشاز كما يقال وعلى عازف الناي أن ينته الى ذلك وأن تكون له القدرة على ضبط ذلك ومن تم التدخل في اللحظة المناسبة لأن عازف الناي هو بالضرورة سميع الفرقة الى جانب عزفه على الناي وكل عازف لا تتوفر فيه هذه الشروط لا يمكن أن يعتمد كعازف ماهر لهذه الالة الساحرة.

الة ربانية

في سنة 2002 شاركت في مهرجان للعود بتركيا في اسطنبول وكنت من ضمن ستة عازفين مهرة من ايران واليونان ومصر ولبنان والأردن وكان الناي المغربي حاضرا وتم تكريمه وبالأساس تكريم هذه الالة البسيطة المتواضعة ولكنها العميقة والساحرة بجملها الموسيقية وبسلطنتها ، علينا أن ننتبه لبعض الالات الموسيقية العريقة والتي من ضمنها الة الناي لأن الحفاظ عليها وعلى تواجدها داخل الموسيقى العربية هو اصرار على مناطق الجمال فينا ، وشخصيا لا أنظر الى الة الناي إلا كآلة ربانية ساقها للإنسانية لتبقى منذ أن اكتشفها الانسان في القدم كما هي وتبقى قيمتها أكثر من حجمها فهي الة صنعت من الطبيعة وعزفت بموسيقا الطبيعة وهي في كل الاحوال تكشف دوما عظمة هذه الطبيعة .

شاهد أيضاً

الدارالبيضاء ..الاحتفاء بالشاعر حسن نجمي وكتابه “غناء العيطة “

الدار البيضاء تحتفي بالشاعر حسن نجمي وكتابه غناء العيطة بمناسبة الاحتفال بالذكرة 81 لتقديم وثيقة …