المجلة الفنية أول مجلة فنية إلكترونية مغربية متخصصة
حاول أن تسأل أحد المتخصصين عن كيفية إجراء اختبار الحمض النووي الخاص بتحديد النسب، وسوف تجده ينظر لك من تحت نظارته السميكة بعدم اكتراث و يخبرك ببساطة أن الاختبار يقوم بالتأكد أن نصف المادة الوراثية للطفل تأتي من الأب . هكذا فقط دون أي توضيح لما تعنيه المادة الوراثية أو كيف يتم تحديد ما إذا كانت آتية من الأب أو غيره. فلتتأمل هذه اللحظات جيداً حيث أنها اللحظات الأخيرة قبل أن ننطلق في جولة مع مثال توضيحي مباشر لاختبار الأبوة توضح لك كيف يتم إجراء هذا الاختبار من الألف للياء، مع مراعاة اكبر قدر من التبسيط الممكن.
إثبات النسب عن طريق تحليل البصمة الوراثية DNA :
منذ اكتشف العلماء دور الحمض النووي كوعاء للشفرة الوراثية، بدأ السعي لاستغلال هذا الاكتشاف في تقنيات تحديد النسب وذلك اعتماداً على قاعدة بسيطة تقول: * كل طفل لديه 46 كروموسوم ، 23 من الأب ، و23 من الأم؛ أي أن الطفل يحصل على نصف حمضه النووي من أبيه، والنصف الآخر من أمه. لكن السؤال الأول الذي ظهر هو كيف نحدد نصف الحمض النووي الخاص بالأب و الخاص بالأم ، ومن هنا ظهرت القاعدة الثانية التي تقول : * كل جين موجود في موقع معين من الحمض النووي لدى الطفل يوجد منه نسختين، واحدة من الأب و واحدة من الأم . بعد ذلك بدأت اختبارات النسب بتحاليل بسيطة مثل تحاليل فصائل الدم ، حيث يوجد جينات مسئولة عنها و بمقارنة فصائل دم الأب و الأم و الطفل ، يمكن التبوء بأبوة شخص من عدمها. لكن هذا الاختبار كان فعال فقط في نفي الأبوة و ليس إثباتها، و ذلك نظراً لوجود مجموعة ضيقة من فصائل الدم لدى البشر، و احتمالات حدوث تشابه بين فصيلة دم شخص و طفل لا تعني بالضرورة أنه أبوه، بينما عدم وجود التشابه الصحيح بين فصيلة الشخص والطفل تؤكد عدم أبوته له.
– اختبار الأنساب عن طريق الحمض النووي :
مع تقدم الاكتشافات الخاصة الحمض النووي، تمكن العلماء من اكتشاف مواقع في الحمض النووي على الكروموسومات المختلف. هذه المواقع توجد في صورة تتابع تكراري من الوحدات البنائية الخاصة بالحمض النووي، و يختلف من شخص لأخر في طوله – معدل التكرار- . و تتمثل ميزة هذا الاكتشاف في قدرته على تحديد الهوية من خلال : – اكتشاف العلماء حوالي 13 موقع لهذه التتابعات التكرارية . – يوجد نطاق واسع من معدلات التكرار يختلف من شخص لأخر . – يوجد لدى كل شخص نسختين من هذه التتابعات التكرارية . – ينتقل لكل شخص نسخة من هذه التتابعات التكرارية من الأب ، و نسخة من الأم . – المعادلات الرياضية الخاصة باحتمالات اشتراك شخصين في نفس التتابعات الكاملة تشير إلى أن هذا شبه مستحيل من الناحية الإحصائية . و هكذا أصبحت الخطوات الأساسية لاختبار الأنساب الحديث عن طريق الحمض النووي هي: 1 – يتم جمع عينة من خلايا الطفل و خلايا الأب ليستخرج منها الـDNA الخاص بكل منهما . 2 – أثناء فحص العينة يتم النظر لـ13 موقع على الحمض النووي متفق عليها عالميا . 3 – المواقع الـ13 على الحمض النووي يوجد من كل منها نسختين لدى الطفل ( نسخة من الأب ، و نسخة من الأم ) . 4 – يتم التعرف على هذه المواقع من خلال طولها ( لكل موقع نطاق معين من الأطوال، و يختلف الطول الدقيق من شخص لأخر ). 5 – مادامت أحد نسختي كل موقع من المواقع الـ13 لدى الطفل متطابقة مع أحد نسختي نفس الموقع في الحمض النووي للأب ، فهذا يدل على أن هذا الشخص هو الأب بدليل احتواء الحمض النووي للطفل على نصف مادته الوراثية.
– طريقة عمل تحليل الحمض النووي لمعرفة نسب الابن :
لتوضيح طريقة إجراء تحليل الحمض النووي لمعرفة نسب الابن سنقوم بعمل مثال حقيقي على تحليل تم إجراؤه للتأكد من نسب طفل لأبيه. مثال مباشر مبسط لعملية فحص الحمض النووي للطفل ومقارنته بالحمض النووي للأم و الأب المفترض: أولاً : يتم أخذ عينة حمض نووي من الطفل و الأب والأم . ثانياً : يتم فحص الـ13 موقع على الحمض النووي لتحديد طول كل منهم . ثالثاً : يلاحظ أن كل موقع من المواقع الـ13 له نسختين .
– اختبارات الحمض النووي لاكتشاف الأسلاف :
كان ما سبق هو الطريقة الخاصة باختبارات الأبوة ، لكن لا ننسى أن هناك العديد من التقنيات المتقدمة الخاصة بدراسة الحمض النووي التي تساعد على تحديد العلاقات بين جميع أفراد الأسرة و بين الشعوب و الأمم المختلفة و مدى اشتراكها في الأصول المنتسبة إليها وفقاً للحمض النووي. – احتياطات إجراء اختبار تحديد النسب الحمض النووي : 1 – يتم إجراء الاختبار في معمل موثوق فيه. 2 – يتم اخذ العينة بواسطة شخص مختص حتى لا تفسد. 3 – تظهر نتائج الاختبار في الأغلب في فترة ضمن نطاق أسبوع. 4 – احرص على سؤال الخبير الذي يقوم بإجراء التحليل بالآلية المستخدمة و نسب نجاح الاختبار.
اقرأ المحتوى الأصلى على موقع كل يوم معلومة طبية
http://www.dailymedicalinfo.com/articles/a-1655
