السبت , 23 نوفمبر 2024
الرئيسية » أسفار » الرباط المغربية مدينة الأبواب الخمسة

الرباط المغربية مدينة الأبواب الخمسة

مدينة الرباط هي العاصمة السياسية والإدارية للمملكة المغربية وأهم موانيها تطل على  المحيط الأطلسي ، وتقع شمال العاصمة الاقتصادية مدينة الدار البيضاء

وتعتبر هذه المدينة التي تضم ضريحي الراحلين الملك محمد الخامس والملك الحسن الثاني مدينة المتاحف فمتحف الاوداية مثلا المقام في مبنى يعود للقرن السابع يعرض قطعا فنية ثمينة ونفيسة ونادرة مختلفة من الخزف والحلي والمجوهرات والملابس التقليدية والمطرزات والسجاد والإسطرلابات وبعض المخطوطات من عصور

 ورغم اعتبارها مركزا حضاريا مهما فإن المدينة لاتزال تحتفظ بمبانيها القديمة ذات الطلاء الموحد الأبيض والأزرق وعلى عادة مدن الأندلس الإسلامية العريقة. مثلها في ذلك مثل العديد من المدن المغربية العريقة  كشفشاون وأصيلا والصويرة.

                             

 

الداخل إلى مدينة الرباط باستطاعته أن يختار الولوج من أحد الأبواب الخمسة ،وأهمها باب” الرواح ” أو باب الريح وهو الأضخم والأجمل المزين والمنحوت بزخرفات تتخذ شكل المحارات الكبيرة في دلالة ضاجة على فنية وقوة الأيدي والأنامل التي صاغت هذا الجمال الأثري

ويرجع تاريخ مدينة الرباط إلى فترات تاريخية مختلفة، إلا أن التأسيس الأولي للمدينة يعود إلى عهد المرابطين الذين أنشئوا رباطا محصنا ، ذلك أن هاجس الأمن كان أقوى العوامل التي كانت وراء هذا الاختيار ليكون نقطة لتجمع المجاهدين، ورد الهجومات البورغواطية

خلال العهد الموحدي عرفت المدينة إشعاعا تاريخيا وحضاريا، حيث تم تحويل الرباط (الحصن) على عهد عبد المومن الموحدي إلى قصبة محصنة لحماية جيوشه التي كانت تنطلق في حملات جهادية صوب الأندلس.
وفي عهد حفيده يعقوب المنصور، أراد أن يجعل من رباط الفتح عاصمة لدولته، وهكذا أمر بتحصينها بأسوار متينة. وشيد بها عدة بنايات من أشهرها مسجد حسان بصومعته الشامخة. وفي القرن الرابع عشر بدأت الرباط تعرف اضمحلالا بسبب المحاولات المتتالية  للمرنيين للاستيلاء عليها.
وفي عهد السعديين 1609 سمح للمسلمين القادمين من الأندلس بالإقامة بالمدينة، فقاموا بتحصينها بأسوار منيعة والتي ما زالت تعرف بالسور الأندلسي. وفي هذا العهد تم توحيد العدوتين (مدينة الرباط وسلا) تحت حكم دويلة أبي رقراق، التي أنشأها الموريسكيون. ومنذ ذلك الحين اشتهر مجاهدوا القصبة بنشاطهم البحري، وعرفوا عند الأوربيين باسم “قراصنة سلا” وقد استمروا في جهادهم ضد البواخر الأوربية إلى غاية سنة 1829

 

شالة

 

بقيت شالة مهجورة منذ القرن الخامس حتى القرن العاشر الميلادي حيث تحول الموقع إلى رباط يتجمع فيه المجاهدون لمواجهة قبيلة برغواطة. لكن هذه المرحلة التاريخية تبقى غامضة إلى أن اتخذ السلطان المريني أبو يوسف يعقوب سنة 1284م من الموقع مقبرة لدفن ملوك وأعيان بني مرين حيث شيد النواة الأولى لمجمع ضم مسجدا ودارا للوضوء وقبة دفنت بها زوجته أم العز

حضيت شالة على عهد السلطان أبي الحسن باهتمام بالغ. أما ابنه السلطان أبو عنان فقد أتم المشروع، فبنى المدرسة شمال المسجد والحمام والنزالة وزين أضرحة أجداده بقبب مزخرفة تعتبر نموذجا حيا للفن المعماري المتميز لدولة بني مرين. تراجعت شالة مباشرة بعد قرار المرينيين بإعادة فتح مقبرة القلة بفاس، فأهملت بناياتها، بل وتعرضت في بداية القرن الخامس عشر الميلادي للنهب والتدمير لتحتفظ بقدسيتها العريقة وتعيش بفضل ذكريات تاريخها القديم على هامش مدينة رباط الفتح ، وتصبح تدريجيا مقبرة ومحجا لساكنة المنطقة، بل معلمة تاريخية متميزة تجتذب الأنظار.

وقد نسجت حوله الذاكرة الشعبية خرافات وأساطير جعلت منه مزارا لفئة عريضة من ساكنة الرباط ونواحيها.

السور الموحدي

 شيد هذا السور من طرف السلطان يعقوب المنصور الموحدي، حيث يبلغ طوله 2263م، وهو يمتد من الغرب حتى جنوب مدينة الرباط، ويبلغ عرضه 2.5م وعلوه 10 أمتار وهذا السور مدعم ب 74 برجا، كما تتخلله 5 أبواب ضخمة (باب لعلو، باب الحد، باب الرواح، وباب زعير).

السور الأندلسي

شيد على عهد السعديين من طرف المورسكيين، يقع على بعد21م تقريبا جنوب باب الحد، ليمتد شرقا إلى برج سيدي مخلوف، وهو يمتد على طول 2400م. وقد تم هدم جزء من هذا السور 110م بما فيه باب التبن، والذي يعتبر الباب الثالث لهذا السور مع باب لبويبة وباب شالة. وهو على غرار السور الموحدي مدعم بعدة أبراج مستطيلة الشكل تقريبا، ويبلغ عددها 26 برجا، وتبلغ المسافة بين كل برج 35 مترا.

قصبة الأوداية

كانت الأوداية في الأصل قلعة محصنة، تم تشييدها من طرف المرابطين لمحاربة قبائل برغواطية، ازدادت أهميتها في عهد الموحدين، الذين جعلوا منها رباطا على مصب وادي أبي رقراق، وأطلقوا عليها إسم المهدية. بعد الموحدين أصبحت مهملة إلى أن استوطنها الموريسكيون الذين جاءوا من الأندلس، فأعادوا إليها الحياة بتدعيمها بأسوار محصنة.

وفي عهد العلويين عرفت قصبة الأوداية عدة تغييرات وإصلاحات وقد عرف هذا الموقع تاريخا متنوعا ومتميزا، يتجلى خصوصا في المباني التي تتكون منها قصبة الأوداية. فسورها الموحدي وبابها الأثري (الباب الكبير) يعتبران من رموز الفن المعماري الموحدي. بالإضافة إلى مسجدها المعروف بالجامع العتيق، أما المنشآت العلوية فتتجلى في الأسوار الرشيدية، والقصر الأميري الذي يقع غربا وكذلك منشئتها العسكرية برج صقالة

 

مسجد حسان

 

 يعد واحدا من بين المباني التاريخية المتميزة بمدينة الرباط التي تقع عليها عين الزائر، شيد من طرف السلطان يعقوب المنصور الموحدي، كان يعتبر من أكبر المساجد في عهده. لكن هذا المشروع الطموح توقف بعد وفاته سنة 1199، كما تعرض للاندثار بسبب الزلزال الذي ضربه سنة 1755م. وتشهد آثاره على مدى ضخامة البناية الأصلية للمسجد، حيث يصل طوله 180 مترا وعرضه 140 مترا، كما تشهد الصومعة التي تعد إحدى الشقيقات الثلاث لصومعة الكتبية بمراكش ، والخيرالدا بإشبيلية على وجود المسجد وضخامته. هي مربعة الشكل تقف شامخة حيث يصل علوها 44 مترا، ولها مطلع داخلي ملتو، يؤدي إلى أعلى الصومعة ويمر على ست غرف تشكل طبقات. وقد زينت واجهاتها الأربع بزخارف ونقوش مختلفة على الحجر المنحوت وذلك على النمط الأندلسي المغربي من القرن الثاني عشر

 

ضريح الملوك والأمراء

 

على مقربة من مسجد حسان وعلى ضفاف وادي أبي رقراق ينتصب ضريح محمد الخامس برخامه الأبيض الناصع، وقرميده الأخضر.وعمارته المستوحاة في جزء كبير منها من العمارة الإسلامية،وهو الضريح الذي  اختير ليكون قبر الملوك والأمراء العلويين ،فإلى جوار الملك محمد الخامس يرقد ابنيه الملك الحسن الثاني والأمير مولاي عبد الله

ففي العام 1961 قرر الملك الراحل الحسن أن يقام ضريح والده محمد الخامس قرب مسجد حسان باعتباره  المكان الأول الذي صلى فيه محمد الخامس أول صلاة للجمعة بعد عودته عام 1955 من منفى دام لأكثر من ثلاثين  عاما على يد الاستعمار الفرنسي وتحديدا في جزيرة مدغشقر رفقة أفراد أسرته ومن بينهم الملك الراحل الحسن الثاني

وقد تحول هذا الضريح اليوم بما يحمل من دلالة لدى المغاربة تاريخية وقدسية  إلى قبلة للسياح حيث لايكتمل شرط دخول الرباط دون زيارة هذا الضريح .

شاهد أيضاً

بالفيديو..فضحية علمية بمناظرة مراكش حول الصحة في افريقيا

أنقذ البرفسور ربيع رضوان الموقف حين تدخل في الندوة الدولية التي نظمت حول موضوع تقنين …