ارتدت المنصة المقامة بساحة الجيش الملكي بمدينة أرفود، إحدى المواقع المخصصة لاحتضان فعاليات مهرجان أرفود في نسخته الخامسة، مساء اليوم الخميس، حلة جديدة بفضل تنوع الألوان الموسيقية التي تعاقبت عليها من تراث شعبي وموسيقى تراثية وشعبية مغربية وإفريقية.
واستهل حفل افتتاح هذا المهرجان، المنظم تحت شعار ‘المغرب وإفريقيا .. رهانات تنموية”، بالموازاة مع المعرض الدولي للتمور (سيدات 2014)، مجموعة تافيلالت للملحون بأرفود برئاسة الفنان مصطفى اليوسفي التي كشفت من خلال باقة منوعة من المقطوعات والقصائد (تافيلالت والتمر والكوكوط) ما يكتنزه التراث الفيلالي وخاصة فن الملحون من تنوع في اللحن والإيقاع والكلمات مبصومة بطابع التميز والأصالة وأبانت عن المجهود الكبير الذي تبذله في سبيل الحفاظ على غنى تراث وطني نادر.
أما الفنانة الصحراوية رشيدة طلال، التي كانت انطلاقتها الفنية سنة 1997 من خلال مسابقة “نجوم الغد”، فأتحفت الجمهور بباقة من الأغاني الوطنية والشعبية لأبرز المجموعات الغنائية على الساحة المغربية كمجموعة (جيل جيلالة) بملحمتها الإبداعية “العيون عينيا” ومجموعة (ناس الغيوان) التي اشتهرت بأغنيتها “الصينية” والتي أبدعتها منذ أزيد من ثلاثين عاما، ومن التراث الحساني الشهير غنت أغنية “حسناء ياليلى”.
“الفرحة بكاتني” أغنية بدر سلطان الناجحة كانت أول أغنية يفتتح بها السهرة الاولى من مهرجان أرفود والتي رددها معه الجمهور، وكعادته ألهب حماس الحضور بأدائه مما أدى إلى تفاعله بشكل كبير، إلى جانب أدائه لألوان غنائية متنوعة من الراي والركادة والتراث الشعبي كأغاني “مازال مازال” للراحل الفنان عقيل و”صحاب البارود”.
ولأن هوية مهرجان تقوم على المزج بين كل الأشكال التعبيرية الفنية، فقد كان لشق الموسيقي الإفريقية حيز هام في أول أيام هذه الدورة حيث حملت فرقتي “أفرو مادينغو” من السنغال و”بالي لوك سايز” من غينيا، الجمهور الى عوالم موسيقية امتزجت فيها إيقاعات الأدغال الإفريقية الأصيلة.
وأثار الكوكتيل الغنائي الذي أدته هاتان الفرقتان إعجاب الجمهور الذي قدم للتشبع من نبع الصفاء والأصالة الإفريقية وغنى تراثها، واكتشاف سحر الرقصات والأغاني التي تشتهر بها.
وقال المدير الفني لمهرجان أرفود محمد السعودي، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، إن هذه التظاهرة الفنية، التي انطلقت منذ خمس سنوات، أصبحت موعدا لالتقاء سكان وزوار المدينة ونسج علاقات اجتماعية وفنية والاطلاع على جديد الفرق الغنائية المشاركة، مضيفا أن دورة هذه السنة انفتحت ولأول مرة على الثقافة الإفريقية الغنية بتراثها وتقاليدها.
وأبرز السيد السعودي أن هذا الموعد الفني يكتسي أهمية كبيرة على اعتبار انه يشكل مناسبة للتعريف بالتراث الثقافي للمنطقة ومواقعها السياحية التي تشكل نموذجا ناجحا لمشروع التنمية البشرية والسوسيو- اقتصادية، مشيرا الى أن هذه التظاهرة الفنية والثقافية تعد فرصة لعشاق الفن المغربي والإفريقي لاكتشاف سحر وعمق وأصالة مختلف الألوان الموسيقية والغنائية.
ويتضمن برنامج هذه التظاهرة الفنية تنظيم سهرات تشارك فيها مجموعات غنائية افريقية مثل فرق (حمائم السلام) من الكامرون و(طبول بلا حدود) من الكونغو برازافيل و(افرو مادينغو) من السنغال و(بالي لوك 16) من غينيا و(افريكا يونايتد) وهي مجموعة مكونة من سبع جنسيات إفريقية من ضمنها المغرب.
ويتضمن البرنامج، علاوة على ذلك، تنظيم حفلات موسيقية بمشاركة عدد من المجموعات الغنائية محلية ووطنية مثل فرقة (نسيم جرافة) من أرفود وكناوة خملية وفرقة هوبي وأحواش زاكورة ومجموعة تافيلالت لفن الملحون واعبيدات الرما من خريبكة الى جانب مشاركة الفنانة رشيدة طلال والفنان بدر سلطان وحاتم إدار وسمارت آرت (فرقة استعراضية من سلا) ومفاجآت أخرى ستجعل من ليل أرفود الدافئ ساخنا بالإيقاعات العذبة المشنفة لأسماع الحاضرين.
كما ستعرف أيام المهرجان تنظيم سهرات فنية تحييها مجموعة من المواهب والطاقات الشابة بالإقليم في مختلف الأنواع الموسيقية الى جانب فقرات تخصص للترفيه والفكاهة ومسابقات في الرسم حول موضوع الماء وعرض مسرحي وجداريات حول السلامة الطرقية وقراءات شعرية تتوج بتوزيع جوائز على الفائزين، كما ستقام طيلة ايام المهرجان خيمات للتراث المغربي الافريقي (امازيغية وعربية ومنيعية).
ولعل الحدث الابرز ضمن الأنشطة الموازية التي تشكل ايقونة المعرض الدولي للتمور هو تنظيم كرنفال بتيمة إفريقية للتعبير عن الامتداد المغربي بمختلف تجلياته في القارة الإفريقية، فضلا عن تنظيم دوري في رياضات الكرة الحديدية وكرة القدم وكرة السلة واليد والطاولة الى جانب تنظيم سباق على الطريق.