أثثت مجوعات مغربية للحضرة ومجموعات اجنبية للغناء الروحي نهاية الأسبوع الماضي الساحة الثقافية والفنية لمدينة الصويرة بمناسبة “ليالي الحضرة” المنظمة يومي 15 و 16 غشت الجاري في إطار برج باب مراكش.
ففي منصة تمت إقامتها بالهواء الطلق أتحفت الحضارات الصويرية وبنات الحضارات في إطار مزيج ثقافي مع موسيقيين وفنانين أجانب الجمهور الكبير الذي حج بكثافة لمتابعة فقرات هذه التظاهرة.
وقد تميز هذا الحفل الفني بمشاركة الراقصة ومصممة الرقص الفرنسية نايت بودا التي تمكنت من خلال أسفارها المتعددة لمنطقتي المغرب العربي والشرق الأوسط من بلورة تصور حول الرقص الشرقي يرتكز على الرمزية والزمن والجسدانية والتعبير عن الوجود، ومجموعة الأيمة الفرنسية للغناء والرقص والموسيقى التي تمتح من الروحانية، و الموسيقي الفرنسي مانويل روبير الذي يعتبر أن “الموسيقى والروح يستعملان نفس اللغة المتمثلة في الاهتزاز والرنين” والمجموعة الموسيقية الدانمركية فريداه بوزمان تريو.
كما تم على هامش هذه التظاهرة الثقافية التي نظمتها جمعية الحضارات الصويرية تنظيم ندوة حول موضوع “الهال.. إثارة في شمال إفريقيا” نشطتها سعيدة نايت بودا وقدمت خلالها رؤيتها الخاصة للفنون الروحية وخلاصات الدراسات التي قامت بها حول “موسيقى الإثارة” بمنطقة المغرب العربي.
من جهتها، أكدت لطيفة بومزوغ، رئيسة جمعية الحضارات الصويريات أن هذه التظاهرة تسبق النسخة الثانية لمهرجان “الحضرة النسائية وموسيقى الإثارة” الذي سينظم في السنة المقبلة، مضيفة “نطمح من خلال هذه التظاهرة التي تنظم على مدى يومين إلى أن نضع بصمتنا الخاصة على سنة 2014 التي لم تعرف للأسف تنظيم مهرجان الحضرة كما حدث في سنة 2013.
وذكرت في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء ” إنها وسيلة للاستمرار في المواكبة استعدادا لتنظيم النسخة الثانية في السنة المقبلة”، مضيفة أن “الحضرة هي غناء ذو بعد روحي قوي تمارسه النساء بصفة خاصة، وموروث عريق ورثناه عن جداتنا سنعمل على الحفاظ عليه وإيصاله إلى الأجيال القادمة”.
وأضافت السيدة بومزوغ أنه فضلا عن خصوصيته المحلية، لهذا الموروث أوجه شبه عديدة مع أنماط فنية روحية عالمية وهو ما يفسر مشاركة مجموعات نسائية أجنبية قدمت للاستفادة من هذا الفضاء المخصص للتبادل والحوار الثقافي”، مشيرة إلى أن هذا الموعد الثقافي شكل أيضا مناسبة لإبراز مكانة الثقافة الصوفية الشعبية بشكل خاص وتلك المتعلقة بموسيقى الإثارة بشكل عام في الثقافة الوطنية.
كما يتعلق الأمر بالغوص في جذور غناء روحي يستمد جذوره من الدائرة الخاصة للزوايا ليصل المنازل في البداية لممارسة العلاج من خلال الإثارة والقيام بعد ذلك بمواكبة جميع أشكال وتظاهرات الحياة الموسيقية وجميع طقوس الحياة اليومية في العديد من المدن المغربية (الولادة والختان والعقيقة والزواج والوفاة).