النوم ونضارة البشرة:
إنّ من أهم ما يدعم حقيقة أثر النوم على البشرة خاصية النوم العميق (المرحلة الثالثة) التي يحتاج الإنسان إلى أن يتعرض إليها خلال نومه بنسبة لا تقل عن 25 % من مجموع ساعات النوم، والتي تتراوح من 7 إلى 8 ساعات في الليلة كمعدل طبيعي للبالغين متوسطي الأعمار. ففي مرحلة النوم العميق يقوم الجسم بإفراز هرمون النمو (Growth Hormone) بشكل مكثف، وهو ضروري لاكتمال النمو البدني والعقلي – خاصة لدى الأطفال، وأساس لترميم وعلاج خلايا الجسم المختلفة، واستبدال المعطوب منها، وصيانة أعضاء الجسم وإعادة تأهيلها. ومن الثابت علمياً أنّ أنسجة الجلد تحوي أسرع الخلايا انقساماً وتكاثراً؛ حيث تحتاج إلى استبدال سريع وفعال للحفاظ على رطوبة البشرة ونضارتها، وحمايتها من المؤثرات الخارجية كالحرارة والبرودة، والرطوبة وأشعة الشمس والهواء الملوث.
آثار الحرمان من النوم على البشرة:
من الطبيعي أن يظهر التأثير الأكبر للحرمان من النوم على شكل جفاف البشرة وتشققها، وتجعد الجلد، كما أنه من المنطقي أن تكون هذه الحقيقة أحد الأسباب التي تجعل أطباء الأمراض الجلدية واختصاصيي العناية بالبشرة ينصحون باستعمال كريمات الجلد قبل الخلود للنوم لضمان الاستفادة القصوى منها أثناء الليل؛ فمستحضرات الريتتينويد ومضادات الأكسدة كفيتامين Cو E تفقد جزءاً كبيراً من فعاليتها عند تعرضها للشمس والهواء، وتؤدي إلى نتيجة أفضل أثناء النوم مدعومة بالأثر الإيجابي لهرمون النمو، كما تعمل مستحضرات العناية بالبشرة على الحفاظ على رطوبة الجلد وإعادة ترويته بفعالية خلال ساعات النوم في غياب العوامل المضادة كأشعة الشمس وتلوث الجو، وبعض مستحضرات التجميل (الماكياج).