بحضور رئيس الاتحاد المغربي لمهن الدراما الفنان عبد الكبير الركاكنة، رفقة أعضاء المكتب التنفيذي للاتحاد: الممثل السينمائي والمخرج المسرحي عبد الرحيم المنياري، السيناريست والمخرج عمر الجدلي، والناقد والمؤلف الدكتور عبد اللطيف نذير، تم يوم السبت 20 فبراير 2022 بالمركز الثقافي بتطوان، تأسيس فرع تطوان والمضيق- الفنيدق للاتحاد، بحضور واسع لنخبة من الفنانين الرواد والشباب.
وبعد نقاش مستفيض وضع فيه الحاضرون الأصبع على الواقع المرير لصناعات المهن الدرامية بالحمامة البيضاء، والذي للأسف لا يعبر عن تاريخها العريق والمشرق، من حيث أنها المدينة التي احتضنت أول بناية مسرحية ببلادنا (مسرح إيسابيلا الثانية سنة 1860) وأول ممثلة صعدت على خشبة المسرح (ثريا حسن)، وأول مسرحية نشرت في كتاب (انتصار الحق بالباطل للزعيمعبد الخالق الطريس) وأول مجلة فنية مختصة في الدراما والسينما (مجلة المدينة للمخرج أحمد مدينة). هكذا أشار الحاضرون إلى سياسات الإقصاء الممنهجة تجاه المبدعين المحليين، بحيث تحول مشروع الفرق المستوطنة لوزارة الثقافة إلى إقامة عابرة لفنانين من خارج التراب الحضري لعمالتي تطوان والمضيق- الفنيدق؛ وأكثر من هذا وليمة لفنانين معروفين باستفادتهم من أكثر من مشروع للوزارة، بحيث يسند المشروع في الظاهر لفعاليات محلية هي في الغالب من الهواة الذين لا إسهام لهم فنيا، وبلا أي تكوين أكاديمي، حتى يكونوا مطية سهلة للمهندسين الحقيقيين المستفيدين لوحدهم من الدعم المرصود لهذه الفرق؛ والأرقام شاهدة.
كما أثار الحاضرون مسألة تخلي المجالس المنتخبة عن تقديم الدعم الحقيقي للفنانين المحليين بغية تقريب أعمالهم الفنية من الجمهور، في مقابل منح الملايين لتظاهرات لا يستفيد منها سوى الفنان الأجنبي أو الفنان من خارج التراب الحضري للإقليمين، مما يعوق أي تطوير للسياسات الفنية المحلية، كما لا يعود بأية نتائج فعلية بخصوص المشروع الوطني للتنمية البشرية.
وبعد ذلك، انتقل الحاضرون لانتخاب مكتب الفرع بالتصويت الشفاف، حيث أسفرت العملية عن انتخاب التشكيلة التالية:
- رئيس الفرع: الدكتور يوسف الريحاني/ (مخرج، دراماتورج وفنان بصري)
- نائبة: عزيز زوكار/ (مؤلف ومخرج مسرحي)
- الكاتب العام: الدكتور الطيب الوزاني/ (مؤلف مسرحي)
- نائبة: محمد علي البقالي/ (تقني خشبة ومنشط فني)
- أمين المال: صلاح الدين جهيد/ (ممثل ومؤلف موسيقي)
- نائبه: جلوى بركاس/ (ممثلة)
- المستشارون: الأستاذ رضوان احدادو(مؤلف ومؤرخ مسرحي)– الأستاذة خديجة طنانة (دراماتورج وفنانة تشكيلية)، الدكتورة فاطمة الزهراء الصغير(ممثلة وباحثة في فنون الأداء)
هذا، وقد قرر الحاضرون وضع خطة عاجلة سيتم الإعلان عنها في غضون الأيام المقبلة؛ لإنقاذ ما يمكن إنقاذه خلال هذا الموسم، خصوصا وأن معظم الفنانين المحليين؛ لم يعملوا منذ أكثر من سنتين، وهمشوا من سياسات الدعم المسرحي لسنوات طويلة؛ وهم اليوم يعيشون ظروفا كارثية، كما سيتم الإعلان أيضا عن خارطة لقاءات عاجلة مع المسؤولين والمنتخبين المحليين والوطنيين لتدارس وضعية الفنان المحلي، ورفع الغبن عنه؛ وهو الذي عاش لأكثر من عقد كامل من دون أية تمثيلية حقيقية تكون في مستوى الترافع عن قضايا الصناعات الإبداعية والفنية؛ بالإضافة إلى تمسك الحاضرين بضرورة رد الاعتبار للرواد الكبار بإطلاق أسمائهم على البنيات المسرحية والفنية القائمة أو المستحدثة.