لحسن العسبي
هذه واحدة من كبريات وأشهر قصائد الشعر الأمازيغي السوسي للهجة تاشلحيت بالمغرب، المغناة. وهي للشاعر إبراهيم أبو علي، وأداها بأداء جميل الفنان علي فايق على وزن لحني شهير للرايس أحمد أمنتاك.
هي قصيدة صعبة جدا، من حيث تركيب معانيها واشتداد مقاصدها. فهي قصيدة فلسفية بكل ما في الكلمة من معنى، وصاحبها من شعراء الأمازيغية السوسية الكبار، يداني قيمة شاعر تاشلحيت الأكبر (الحكيم) سيدي حمو الطالب (إبن منطقتنا تالوين، من قبيلة زاكموزن). والشاعر إبراهيم أبوعلي نظم قصائد بليغة في حكمها المركبة، أشهرها قصيدته هذه التي فيها نفحة فلسفية عميقة لمعنى الوجود.
ترجمتها إلى اللغة العربية صعبة جدا، لأن معاني الكلمات الأمازيغية شعريا فيها توجب تدقيقات كثيرة لا تمنحها أحيانا الكلمات العربية. لأن معنى كلمة في الأمازيغية السوسية يكون مكثفا جدا يستحيل معه نقل نفس الروح إلى المعنى العربي.
هنا مغامرة لترجمة هذه القصيدة الرائعة، التي تقول كلماتها:
“لولغ أور نسين ما ني ريغ
أولا ما فد نلول.
آركا الزاضغ أغاراس
أرزاضغ أوسان.
إفكاغ آزال إيواضان
إيثران أد كمرغ.
نك تانكمرت إيتيلاس
زوزضغ آيور.
أورتا دي توكيت آتافوكت
آناف دارنغ.
نسن إيتودر أوتاس
نكرو تازلوين
ناف تاوادا
غور إيفرد واشتوتل دواطان.
نسن أسمغيل نيمرزيك
آس نكرزغ إميم.
إيخفينو كيغ آمانار
آور نتاضر أوسان.
إيغآغد دي تسمونم تاونغيمت
أوراييد لكمغ
آبريد رايارو واياض
إبريد جلاناغ.
آرداغ نزاد آغاراس
آريي زاضن أوسان.
آرداغ نزاد آغاراس
أرد إيغ نكز آكال.
الترجمة إلى العربية:
ولدت ولا أعرف مقصدي
ولا لم مولدي.
وأسٌفُّ الطريق (أطحنها)
وأسُفُّ الأيام.
يمنحني النهار لليل،
أبتغي أثر النجوم.
فيما ظلمة الليل تبتغيني،
وأنا أحتاج القمر،
ولم تطلي يا شمس بعد،
حتى أهتدي للديار.
أفطن لضرورات الوجود
وأقتفي حسن الأثر،
لأجد الممشى
حيث لا زحاف ولا وَبَا.
أدرك أنه بالمر من اللوز
أزرع الحلو.
فأنا منارة/ علامة
لا أخلط الأيام.
ولو تواشج الأنين
لن أصل إلي.
الطريق تفضي إلى طريق،
وأنا أضعت المسار.
وها أنا أسُفُّ الطريق مجددا
وتسُفُّني الأيام (تطحنني)
وها أنا أسُفُّ الطريق مجددا
حتى ننزل تحت التراب.