أكثر من تقليد سنوي، ويوم مسجل على الأجندة، يتيح اليوم الوطني للموسيقى فرصة لتأمل واقع لغة عابرة للحدود، وفلسفة كونية حافلة بالمعاني.
في هذا اليوم الذي يصادف السابع من ماي من كل سنة، تتبادر إلى الذهن أسئلة عديدة حول مآل الريبيرتوار الموسيقي المغربي العاج بالإبداع في مواجهة أنماط موسيقية دخيلة، ومدى تأثير هذه الأخيرة على الذوق الفني العام.
كما تبرز في هذا اليوم جهود ثلة من الموسيقيين المغاربة ممن حملوا على عاتقهم مسؤولية الحفاظ على الموروث الموسيقي المغربي وتنشئة جيل قادر على حمل مشعل الموسيقى المغربية نحو العالمية.
وتعتبر التربية الموسيقية من أبرز الوسائل التي من شأنها النهوض بالمجال، من خلال تربية الناشئة على حب الموسيقى وتشجيعها على اكتشاف روائع التراث الموسيقي الوطني والعالمي، من خلال مناهج تعليمية هادفة.
في هذا الصدد، دعا الباحث وأستاذ التربية الموسيقية بالمعهد الموسيقي بسلا، محمد بادي، إلى مزيد من الاهتمام بالموسيقى سواء على مستوى التعليم عبر تعزيز التربية الموسيقية بالمؤسسات التعليمية والمعاهد الموسيقية أو في ما يتعلق بالأوراش الموسيقية وتطوير البنى التحتية والتجهيزات الفنية بالمعاهد والمدارس.
وأشار المتحدث إلى تزايد الإقبال في السنوات الأخيرة على تعلم الموسيقى على الرغم من تراجع تواجدها بمختلف المستويات التعليمية مقارنة بالسابق، داعيا إلى وضع أسس صناعة موسيقية تستوعب هذا الإقبال.
كما أبرز الحاجة إلى تعزيز الترسانة القانونية في المجال الموسيقي والفني بشكل عام، بما يضمن للموسيقيين والمؤلفين حقوقهم ويحفزهم على الإبداع والحفاظ على الهوية الموسيقية المغربية.
وتم الاحتفال باليوم الوطني للموسيقى لأول مرة سنة 1995 تخليدا للذكرى الأولى للرسالة التي وجهها جلالة المغفور له الملك الحسن الثاني إلى المشاركين في المناظرة الوطنية الأولى حول التعليم الموسيقي، التي نظمت بالرباط بين 5 و7 ماي 1994.
ودعا جلالة المغفور له الملك الحسن الثاني في هذه الرسالة إلى “مواصلة الجهود لبلوغ النتائج التي من شأنها تحسين أساليب التلقين، ورفع مستوى التعليم، والسهر على جودة التكوين الموسيقي العام في مجالات التلحين والعزف والأداء والتأليف وغيره”.
كما أبرزت الرسالة الملكية أهمية تأطير العمل الفني وتجديد الفنون التراثية وإعادة نشرها وتعريف الناشئة بها، مع الحفاظ على خصوصيتها وتميزها.
وتبقى الدعوة مفتوحة في اليوم الوطني للموسيقى إلى تضافر جهود مختلف المتدخلين في القطاع للحفاظ على الموروث الموسيقي وتربية الأجيال الصاعدة على حب الموسيقى والارتقاء بالذوق الموسيقي لمواجهة الموجات الدخيلة.