بقلم : بدر بنعبو
التعريف المبسط لمتلازمة ستوكهولم ,هو تعاطف الشخص مع المسيء إليه بأي شكل من الأشكال, و قد يُظهِر هذا الشخص الولاء له، بل قد يحمل إتجاه المعتدي مشاعر إيجابية قد تصل لحد رفض تطبيق عقوبة عليه,وبذلك فإنه مرض نفسي يظهرنتيجة ظروف إستثنائية يقع فيها المرء، فبدلا من أن ينقم على من إعتدى عليه, فإنه يُبدي تعاطفا معه , وفي وطننا الحبيب تسلل هذا المرض للمستمع بعد صراع كبير مع الذوق الذي ألفه و تربى عليه.
إذا فتحنا باب النقاش حول مستوى الأغنية المغربية سنجد إجماعا تاما من لدن المختصين في الموسيقى و الشعر و النقد الفني ,المالكين لرؤية فنية هادفة و إبداعية, بأن ما يروج في الساحة الغنائية هو عبث يتكرر في أغلب الإنتاجات ,و حتى إذا قمنا بسؤال المستمع البسيط سيشاطرهم الرأي و سنلمس لديه الحنين للأغاني القديمة لأنها خاطبت وجدانه لإعتمادها على جمالية صوت المطرب الذي يغني بإحساس و على كلمات صيغت بإبداع و على لحن متيمز و على عزف بآلات حية نقلت للمتذوق طبيعتها بسلاسة تامة.
لكن المتلقي المغربي إستسلم لهذا المنتوج الجديد رغم علمه بردائته و رفضه له و أصبح يردد أغاني معذبيه ليصاب بمرض (متلازمة ستوكهولم) الغنائي , فلقد طاردته الموجة الجديدة أينما حل و إرتحل , في سيارة الأجرة و في العمل و على شاشة التلفاز و حتى في صفحات الجرائد ليجد نفسه مريضا في غياب بديل يجمع بين الأصالة و المعاصرة مغلف بروح إبداعية ,و هو حتما سيشكل الدواء الأنسب لمرضه.