اختار الفنان التشكيلي المغربي خالد البكاي “في بيجين” عنوانا للمعرض الذي سيقيمه ما بين 8 نونبر الجاري و3 دجنبر المقبل بفضاء مؤسسة الحسن الثاني للمغاربة المقيمين بالخارج بالرباط.
ويستعرض الفنان في لوحاته تجربة لقاء مع ذاكرات أخرى، ورموز أخرى تملكها الفنان لتمتزج مع ذاكرته الخاصة، ويتعلق الأمر بلقاء مع الصين وفضاءاتها وتقاليدها الفنية والخطية.
في لوحاته، تتقاطع صور فواكه بألوان براقة، مفعمة بأشعة شمس بلده الأصلي، مع صور الخيزران الممتدة، بين الأغصان الدقيقة المقلمة وأزهار النخيل.
الحروف العربية تنساب بذلك، من الأعلى نحو الأسفل، لتلائم الأشجار الباسقة الممتدة نحو السماء، وانسياب الذاكرة نحو الجذور، خاصة الكتابة الخطية التقليدية الصينية، الذي يعيد الفنان صياغتها بحلة جديدة، تأخذ الناظر إلى عالم ممدود نحو اللانهاية.
هذه الخاصية العمودية للوحات تعترضها بين الفينة والأخرى شذرات من ذاكرة تتخذ طابعا فوضويا، تحاكي ذاكرة تنفلت من أي قراءة خطية تقليدية.
من هنا تنبع قوة عمل هذا الفنان الذي يصور في لوحاته الذاكرة كفضاء للقاء عوالم عدة، ويجعل من الهوية فضاء متجددا باستمرار.
يذكر أن الفنان خالد البكاي مزداد بالدار البيضاء سنة 1966، وبعد حصوله سنة 1990 على دبلوم المعهد العالي للفنون الجميلة بتطوان، انتقل إلى برشلونة حيث حصل سنة 1995 على الإجازة في الفنون الجميلة، شعبة النقش. وبالعاصمة الكاتالانية فرض وجوده كفنان من الضفة الجنوبية للمتوسط كأحد الفنانين الأكثر موهبة في جيله. وتتابع مجلات الفن الإسبانية أعماله.
ويشتغل الفنان في لوحاته على أشكال بسيطة كالفواكه وفناجين القهوة، غير أنها تمتلك طابعا خاصا يتفرد به الفنان.