قدم الفنان التشكيلي عبد اللطيف الزين وفرقة كناوة، مساء السبت، بالدار البيضاء، عرضا فريدا من نوعه يتمثل في جذبة كناوية بالألوان بعنوان “ترانس آرت”.
وتتنوع دلالات الألوان ومعانيها في هذا العرض ، الذي قدم بدعم من وزارة الثقافة، إذ يعني الأبيض الخالق، والأسود الأرض (الصخر والبلور)، والأزرق السماء والماء، والأحمر (الدم، التضحية)، والأخضر الطبيعة، والأصفر الشمس والمرأة (التناسل)، وبودربالة المعلم (الروح الضالة وهي تمتزج بالألوان كلها).
وتعد الموسيقى في هذه الجذبة، التي احتضنها قاعة استدويو الفنون بالحي الحسني، “بطيئة وسريعة تستخضر الأرواح الخيرة”، باستعمال آلات الهجهوج أو السنتير والقراقب والطبول.
وفي ترانس آرت، يستحضر المخرج والكوريغرافي عبد اللطيف الزين، مبتكر “ترانس آرت” وواضع تصورات العديد من التظاهرات الفنية، التلاقي الموفق بين الموسيقى والرقص والغناء والتشكيل “في سياق شعائرية الفن الشمولي”.
وابرز الفنان الزين في تصريح لوكالة المغرب العربي للانباء ، على هامش هذا العرض، أن جذبة كناوية بالألوان هي مزيج بين الموسيقى والرقص والفن التشكيلي، مشيرا إلى أنه يسعى عبر هذا العرض إلى تقديم شيء متميز وجميل للجمهور.
واعتبر أن الموسيقى الكناوية بكل أشكالها المتحررة ، التي تعد سفرا روحيا متميزا ، جديرة بهذا العرس الفني.
وفي سياق متصل أبرزت السيدة آن فان إزنيير، باحثة متخصصة في مقاومة الألم، في معرض تقديمها لهذا العرض، أن الجذبة تعد “طعاما ربانيا شهيا، انتشاء، تحررا، شفاء … إنها فرح، حفل وخلاص .. هي الحياة، إنها قبل أي شيء آخر، انفتاح حقل الوعي”، وليست مجرد “عالم بفزع الفكر الذي نسي تقاليده الخاصة”.
وأضافت أن “الجذبة تحرر الإبداع وتوقظ كل شيء يختفي في أعماق الذاكرة … إن الجذبة الشعائرية تشرك المجموعة الاجتماعية التي تكون معنية كلها “، مضيفة أن “الإنسان لم يسع إلى الجذبة بل الجذبة هي التي وجدته، إنها فطرية، ويعرف ذلك الأطفال الذين يرسمون عفويا تصميم الجذبات الحركية، لأنهم لا يزالون قريبين من الوعي ما قبل الشفهي”.
ويضع نقاد عالميون من أمثال بيير ريستاني “ترانس آرت” في خانة ما بعد الحداثة في مجال الفنون التشكيلية، ويعتبرون عبد اللطيف الزين واحدا من الفنانين الأكثر تمثيلية للفن المعاصر.