الجمعة , 22 نوفمبر 2024
الرئيسية » TV و سينما » بورتريه :منال الصديقي الممثلة الشجاعة

بورتريه :منال الصديقي الممثلة الشجاعة

إبنة مدينة مرتيل منال الصديقي ممثلة شابة في عقدها الثالث ، دخلت عالم الشهرة من بابه الواسع بعد تشخيصها بإقناع وتلقائية ملحوظين لدور البطولة في مسلسل ” تورية ” (2010) من إخراج يونس ركاب ، وهو عمل تلفزيوني حقق نجاحا جماهيريا كبيرا لحظة عرضه على قناة ” الأولى ” .

قبل هذا المسلسل التلفزيوني شاركت منال الصديقي في الفيلم السينمائي ” زمن الرفاق ” (2008) ، وهو أول أفلام المخرج محمد الشريف الطريبق الروائية الطويلة ، كما شاركت في الفيلم السينمائي ” أولاد البلاد ” (2009) لمحمد إسماعيل وشخصت دور البطولة في الفيلمين القصيرين ” الدمى ” (2010) لمراد الخودي و ” دنيا ” (2015) لفاتن جنان المحمدي . هذا بالإضافة إلى أفلام أخرى لم تعرض بعد منها ” عمي ” (2016) ، وهو الفيلم الروائي الطويل الثاني لنسيم عباسي بعد فيلمه الأول ” ماجد ” ، و ” خمسة وخميس ” (2016) وهو فيلم قصير من إخراج نادية الغالية لمهيدي وسعيد خلاف .

يبدو من هذه الفيلموغرافيا أن جل المخرجين الذين اشتغلت معهم الممثلة منال الصديقي هم شباب ، وأن المستقبل لا يزال أمامها طويلا وعريضا لتشخيص أدوار جديدة ومتنوعة ، فهي تسير بخطى ثابتة وتتطلع إلى تحقيق ذاتها فنيا والكشف عما تختزنه من قدرات في التشخيص السينمائي والمسرحي والتلفزيوني .

كانت منال وما زالت عاشقة للركح والإحتكاك المباشر بالجمهور ، فمنذ مشاهدتها وهي طفلة صغيرة للفيلم المصري ” دهب ” ، من بطولة الطفلة فيروز وأنور وجدي ، وهي تحلم بأن تصبح ممثلة في يوم من الأيام . تحقق حلمها منذ حوالي عشر سنوات (عمرها الفني حاليا) ، أولا في إطار المسرح الجامعي عندما كانت طالبة بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بمرتيل منذ سنة 2006 حيث كتبت وأخرجت وشخصت مجموعة من المسرحيات آخرها ” عقدة صحيحة ” أنتجت ضمن عمل جمعوي نسائي ، وأنجزت بحثا حصلت به على الإجازة في الأدب بعنوان ” الإحتفالية والمسرح الإحتفالي المغربي ، نموذج عبد الكريم برشيد ومسرحية ” إسمع يا عبد السميع ” ” ، كما مارست التشخيص المسرحي بالمعهد الفرنسي ومع الرائد المسرحي رضوان احدادو في مسرحية من تأليفه بعنوان ” البحث عن المتغيب ” عرضت بقاعة إسبانيول بتطوان.

لكن المرض باغتها فجأة وحد من نشاطها وهي في أوج عطائها . لم تستسلم منال بل قاومت المرض بإيمانها وعزيمتها وتشبتها بالحياة ، ومما زادها قوة ورغبة في العلاج وإقبالا على الحياة إلتفاف معجبيها وأصدقائها وأفراد أسرتها وزملائها وزميلاتها في الوسط الفني حولها ودعمهم لها ماديا ومعنويا .

شكل تكريمها للمرة العاشرة مؤخرا في مجموعة من المهرجانات السينمائية وغيرها دعما معنويا قويا لها وتعاطفا كبيرا معها لتقاوم المرض وتتغلب عليه بالعلاج والصبر والإيمان والأمل ، فهي إنسانة بسيطة وصادقة ومتواضعة تحب الجميع ويحبها الجميع ، وبهذا الحب المتبادل ستجتاز لا محالة محنتها الصحية لتعانق الركح من جديد وتطل على عشاقها ومحبي فنها من شاشتي السينما والتلفزيون .

منال الصديقي نموذج يحتذى به من الممثلات العصاميات الشابات الموهوبات والدارسات ، تنوي إتمام دراستها الجامعية حتى الدكتوراه ، في السينما أو المسرح ، وتمارس منذ مرحلتي الثانوي والجامعة كتابة الشعر والقصة القصيرة ، انتهت مؤخرا من كتابة سيناريو فيلم قصير ، توثق من خلاله في قالب فني تجربتها مع المرض الخبيث ، سيعمل على إخراجه قريبا الممثل هشام الوالي .

تحية حارة وصادقة لفنانتنا المحبوبة والشجاعة والمكافحة بمناسبة هذا التكريم الجديد .

 

احمد سيجلماسي

شاهد أيضاً

عرض الفليم المغربي “راضية” لمخرجته خولة بنعمر في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي

تم مساء أمس الاثنين عرض الفيلم المغربي الروائي الطويل “راضية” لمخرجته خولة أسباب بنعمر، وذلك …