إبنة مدينة مرتيل منال الصديقي ممثلة شابة في عقدها الثالث ، دخلت عالم الشهرة من بابه الواسع بعد تشخيصها بإقناع وتلقائية ملحوظين لدور البطولة في مسلسل ” تورية ” (2010) من إخراج يونس ركاب ، وهو عمل تلفزيوني حقق نجاحا جماهيريا كبيرا لحظة عرضه على قناة ” الأولى ” .
قبل هذا المسلسل التلفزيوني شاركت منال الصديقي في الفيلم السينمائي ” زمن الرفاق ” (2008) ، وهو أول أفلام المخرج محمد الشريف الطريبق الروائية الطويلة ، كما شاركت في الفيلم السينمائي ” أولاد البلاد ” (2009) لمحمد إسماعيل وشخصت دور البطولة في الفيلمين القصيرين ” الدمى ” (2010) لمراد الخودي و ” دنيا ” (2015) لفاتن جنان المحمدي . هذا بالإضافة إلى أفلام أخرى لم تعرض بعد منها ” عمي ” (2016) ، وهو الفيلم الروائي الطويل الثاني لنسيم عباسي بعد فيلمه الأول ” ماجد ” ، و ” خمسة وخميس ” (2016) وهو فيلم قصير من إخراج نادية الغالية لمهيدي وسعيد خلاف .
يبدو من هذه الفيلموغرافيا أن جل المخرجين الذين اشتغلت معهم الممثلة منال الصديقي هم شباب ، وأن المستقبل لا يزال أمامها طويلا وعريضا لتشخيص أدوار جديدة ومتنوعة ، فهي تسير بخطى ثابتة وتتطلع إلى تحقيق ذاتها فنيا والكشف عما تختزنه من قدرات في التشخيص السينمائي والمسرحي والتلفزيوني .
كانت منال وما زالت عاشقة للركح والإحتكاك المباشر بالجمهور ، فمنذ مشاهدتها وهي طفلة صغيرة للفيلم المصري ” دهب ” ، من بطولة الطفلة فيروز وأنور وجدي ، وهي تحلم بأن تصبح ممثلة في يوم من الأيام . تحقق حلمها منذ حوالي عشر سنوات (عمرها الفني حاليا) ، أولا في إطار المسرح الجامعي عندما كانت طالبة بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بمرتيل منذ سنة 2006 حيث كتبت وأخرجت وشخصت مجموعة من المسرحيات آخرها ” عقدة صحيحة ” أنتجت ضمن عمل جمعوي نسائي ، وأنجزت بحثا حصلت به على الإجازة في الأدب بعنوان ” الإحتفالية والمسرح الإحتفالي المغربي ، نموذج عبد الكريم برشيد ومسرحية ” إسمع يا عبد السميع ” ” ، كما مارست التشخيص المسرحي بالمعهد الفرنسي ومع الرائد المسرحي رضوان احدادو في مسرحية من تأليفه بعنوان ” البحث عن المتغيب ” عرضت بقاعة إسبانيول بتطوان.
لكن المرض باغتها فجأة وحد من نشاطها وهي في أوج عطائها . لم تستسلم منال بل قاومت المرض بإيمانها وعزيمتها وتشبتها بالحياة ، ومما زادها قوة ورغبة في العلاج وإقبالا على الحياة إلتفاف معجبيها وأصدقائها وأفراد أسرتها وزملائها وزميلاتها في الوسط الفني حولها ودعمهم لها ماديا ومعنويا .
شكل تكريمها للمرة العاشرة مؤخرا في مجموعة من المهرجانات السينمائية وغيرها دعما معنويا قويا لها وتعاطفا كبيرا معها لتقاوم المرض وتتغلب عليه بالعلاج والصبر والإيمان والأمل ، فهي إنسانة بسيطة وصادقة ومتواضعة تحب الجميع ويحبها الجميع ، وبهذا الحب المتبادل ستجتاز لا محالة محنتها الصحية لتعانق الركح من جديد وتطل على عشاقها ومحبي فنها من شاشتي السينما والتلفزيون .
منال الصديقي نموذج يحتذى به من الممثلات العصاميات الشابات الموهوبات والدارسات ، تنوي إتمام دراستها الجامعية حتى الدكتوراه ، في السينما أو المسرح ، وتمارس منذ مرحلتي الثانوي والجامعة كتابة الشعر والقصة القصيرة ، انتهت مؤخرا من كتابة سيناريو فيلم قصير ، توثق من خلاله في قالب فني تجربتها مع المرض الخبيث ، سيعمل على إخراجه قريبا الممثل هشام الوالي .
تحية حارة وصادقة لفنانتنا المحبوبة والشجاعة والمكافحة بمناسبة هذا التكريم الجديد .
احمد سيجلماسي