تحتضن قاعة دار الشباب 11 يناير بسيدي سليمان ، ابتداء من الثامنة والنصف ليلا من يوم الأربعاء 27 يوليوز الجاري ، حفل افتتاح الدورة التاسعة لمهرجان السينما والتربية . ومن أهم فقرات هذا الحفل تكريم الممثل المخضرم محمد الشوبي والممثلة الشابة منال الصديقي .
فيما يلي ورقة تعرف بجوانب من المسيرة الفنية للممثل المكرم ، أعدها الناقد أحمد سيجلماسي لكاتالوغ المهرجان :
يتميز الفنان محمد الشوبي ، المزداد بمراكش يوم 3 دجنبر 1963 ، عن كثير من الممثلين المغاربة بحبه الكبير للقراءة واهتمامه الجدي بالآداب والفنون وقضايا الشأن العام ، وبحضوره الإعلامي الفاعل من حين لآخر في الصحافة الورقية والإلكترونية مبدعا أدبيا أو معبرا عن رأي أو مدافعا عن قضية أو مساجلا مع المخالفين له في الرأي.
انطلقت تجربته في التشخيص المسرحي بمراكش منذ أواخر السبعينات من القرن الماضي ، وكان وقتها لا يزال يافعا في مرحلة المراهقة ، واحتك بتجارب مسرح الهواة ابان عصره الذهبي قبل أن يقرر الالتحاق بشعبة التشخيص بالمعهد العالي للفن المسرحي والتنشيط الثقافي بالرباط .
وابتداء من سنة 1988 انفتح على المسرح الإحترافي تشخيصا وإخراجا بفضل تكوينه الأكاديمي النظري والعملي داخل معهد الرباط وخارجه . من بين المسرحيات التي شخص أدوارا متنوعة فيها نذكر : ” العازب ” لجمال الدين الدخيسي و ” صوت ونور ” للطيب الصديقي سنة 1988 و ” بوحفنة ” و ” أولاد البلاد ” ليوسف فاضل سنة 1999 و ” النشبة ” لمسعود بوحسين سنة 2007 ، عن نص للرائد أحمد الطيب لعلج ، و ” الباب مسدود ” ليوسف فاضل سنة 2013 …
أما المسرحيات التي أخرجها أواخر التسعينيات فهي ” هيستيريا ” و ” المدينة والبحر ” و ” مرتجل ” و ” رسائل خطية ” .
كانت بداية انفتاح محمد الشوبي على التلفزيون سنة 1999 بفيلم تلفزيوني فرنسي بعنوان ” المسيح ” من إخراج سيرج مواتي و مسلسل ” أولاد الناس ” من اخراج فريدة بورقية ، وبعد هذين العملين تتالت أعماله التلفزيونية والسينمائية إلى أن قارب عددها ثمانين عملا بين فيلم سينمائي أو تلفزيوني ومسلسل أو سلسلة أو سيتكوم .
من بين أعماله السينمائية الوطنية والأجنبية ، بالإضافة الى مجموعة من الأفلام القصيرة ، نذكر على سبيل المثال عناوين الأفلام الروائية الطويلة التالية : ” عاشورا ” (2016) لطلال سلهامي و ” ميلوديا المورفين ” (2015) لهشام أمل و ” المسيرة ” (2015) ليوسف بريطل و ” جوق العميين ” (2014) لمحمد مفتكر و ” الوشاح الأحمر ” (2014) لمحمد اليونسي و ” عايدة ” (2014) لإدريس المريني و ” الصوت الخفي ” (2013) لكمال كمال و ” ساكا ” (2013) لعثمان الناصري و ” ملاك ” (2012) لعبد السلام الكلاعي و ” موشومة ” (2012) للحسن زينون و ” موت للبيع ” (2012) لفوزي بن السعيدي و ” الأندلس مونامور ” (2011) لمحمد نظيف و ” أيام الوهم ” (2010) لطلال سلهامي و ” تازة ” (2010) للكندي دانيال جيرفي و ” الدار الكبيرة ” (2009) للطيف لحلو و ” عقلتي على عادل ؟ ” (2008) لمحمد زين الدين و ” نامبر وان ” (2008) لزكية الطاهري و ” طريق العيالات ” (2007) لفريدة بورقية و ” ياله من عالم جميل ” (2006) لفوزي بن السعيدي و ” السمفونية المغربية ” (2005) لكمال كمال و ” ألف شهر ” (2003) لفوزي بن السعيدي و ” عود الريح ” (2001) لداوود أولاد السيد و ” لعبة الجواسيس ” (2001) للأنجليزي طوني سكوط و ” عطش ” (2000) لسعد الشرايبي…
ومن بين أعماله التلفزيونية نذكر مسلسلات ” دار الغزلان ” لإدريس الروخ و ” الحياني ” لكمال كمال و ” دواير الزمان ” و ” المجدوب ” لفريدة بورقية و ” شجرة الزاوية ” لمحمد منخار و ” صقر قريش ” و ” ربيع قرطبة ” و ” ملوك الطوائف ” للمخرج السوري حاتم علي ، بالاضافة الى سيتكوم ” دور بها يا شيباني ” لزكية الطاهري وأحمد بوشعالة وبعض حلقات سلسلتي ” من دار لدار ” لعبد الرحمان مولين و ” ساعة في الجحيم ” لمحمد علي المجبود وغيرها . أما أفلامه التلفزيونية فقد شكلت حصة الأسد بعناوين من قبيل : ” صمت الذاكرة ” لعبد السلام الكلاعي و ” ظل الجريمة ” لعلي الطاهري و ” الكماط ” لزكية الطاهري وأحمد بوشعالة و ” رياض المعطي ” لادريس الادريسي و ” أولاد البهجة ” لهشام عين الحياة و ” مسحوق الشيطان ” لعز العرب العلوي لمحارزي و ” الصالحة ” و ” الركراكية ” لكمال كمال و ” القضية ” لنور الدين لخماري و ” شمس الليل ” لعبد الرحيم مجد و ” الحي الخلفي ” لفريدة بورقية و ” الوارث ” لسعيد بن تاشفين و ” علام الخيل ” لادريس اشويكة و ” معطف أبي ” لعزيز السالمي و ” حتى اشعار آخر ” لمحمد اقصايب و ” حكاية زروال ” لمحمد عاطفي و ” خيط البحرار ” لمحمد عبد الرحمان التازي و ” طريق مراكش ” و ” نهاية أسبوع بالعرائش ” لداوود أولاد السيد و ” الدم المغدور ” لعادل الفاضلي و ” ثمن الرحيل ” و ” وتسقط الخيل تباعا ” لمحمد الشريف الطريبق و ” منديل صفية ” لمحمد لعليوي وغيرها.
ومن أعماله الأجنبية الأخرى نذكر الفيلم الفرنسي التلفزيوني ” علي بابا والأربعين لصا ” من إخراج بيير أكنين والفيلم السينمائي الأمريكي ” خائن ” من إخراج جيفري ناخمانوف والمسلسلين الأمريكيين ” الشبكة ” و ” هوم لاند ” …
توجت مشاركات الشوبي الفنية ببعض الجوائز نذكر منها على سبيل المثال : جائزة أحسن تشخيص سنة 2016 بمهرجان مكناس الخامس للدراما التلفزية ، عن دوره في فيلم ” صمت الذاكرة ، و “جائزة أحسن دور ثاني رجالي سنة 2014 بمهرجان السينما الإفريقية ، عن دوره في فيلم ” الصوت الخفي ” … كما أصدر سنة 2014 أول مجموعة قصصية له بعنوان ” ملحمة الليل ” تتناول قصصها الأربعة والعشرون نماذج نسائية وحكايات بعض المهمشين داخل المجتمع ، وساهم في تأطير مجموعة من هواة التشخيص الشباب وكتب حوارات بعض الأفلام …
إن تكريم هذا الممثل المغربي المثقف والمتواضع والإنساني حتى النخاع ، وهو في أوج عطائه ، بمهرجان سيدي سليمان ، بعد تكريمات سابقة بمهرجانات سينمائية أخرى بالحسيمة (2016) والناضور (2015) وأوتريخت بهولاندا (2014) ومرتيل (2013) و سيدي قاسم (2012) و زاكورة (2011) … ، هو في الحقيقة تكريم لجيل من الممثلين المغاربة المكونين أكاديميا و المهووسين بقضايا مجتمعهم السياسية والفنية والثقافية والاجتماعية وغيرها ، الذين ضخوا دماء جديدة في شرايين فنون التشخيص المسرحي والتلفزيوني والسينمائي ببلادنا . فتحية للصديق محمد الشوبي بمناسبة هذا التكريم الجديد ومزيدا من العطاء والتألق .