حلقت الفرقة المصرية الشهيرة “موسيقيو القاهرة” بجمهور منصة شالة في “موازين إيقاعات العالم” عبر عوالم التراث الصوفي الشعبي.
من عيون قصائد الصوفية الشعبية التي اختلفت ألوانها عبر مناطق القطر المصري، وعواصمه الروحية، انتقت الفرقة التي يقودها الفنان سيد إمام، في حفلها مساء أمس بفضاء شالة التاريخي، باقة من قطع تجمع بين العمق الروحي والنشوة الإيقاعية التي يصنعها حوار الآلات الموسيقية الشعبية.
هي قصائد عامية وفصحى قاسمها المشترك محاكاة التقليد الصوفي الشعري القديم حيث المديح النبوي والإنشاد الصوفي يمتزج بمقدمات غزلية تصعد الحالة الروحية إلى أعلى مدارجها.
على المنصة، يبرع المغني سيد إمام، بمواهبه المتعددة، في أداء رصيد الأغاني الشعبية وطقوس “الزار” والأغنية الشرقية والأناشيد الصوفية، متوسلا بصوته الشجي وتمكنه من المقامات الأصيلة التي يتنقل بها بحنكة ومرونة مثيرين. ويحيط بسيد عازف الكمان والربابة سلامة متولي المعروف بعمامته البيضاء، الذي يعكس بهندامه وطريقة أدائه صورة الفنان الشعبي المصري الأصيل. ويتألق سمير عواد على آلة العود ورجب صادق على الآلات الإيقاعية. رباعي ينصهر في أعلى درجات الانسجام على الطريق الروحي المبهج.
وتعد فرقة “موسيقيو القاهرة” محطة من محطات برمجة فضاء شالة التي تقترح بانوراما متنوعة من التجارب الفنية التي تمتح من روحانيات يتحقق فيها تجاور الخصوصية والكونية.