حاول نقاد ومهنيون وخبراء في المجال الفني بمختلف تعابيره الإبداعية ، أمس الخميس ، مساءلة موقع الفنان المغربي في المنظومة القانونية للصناعة السينماتوغرافية وكذا واقع الإنتاج التلفزيوني وإكراهاته بغية الخروج بتصورات واضحة وقابلة للتنفيذ حول أنجع السبل لتطوير هذا الإنتاج وتحسين تموقع الفنان في إطاره .
وناقش المتدخلون في جلسة أمس ضمن الندوة المركزية حول موضوع ” نحو مأسسة المسرح المغربي ” التي تنظم في إطار مهرجان فاس الدولي للمسرح الاحترافي في نسخته العاشرة، التي تتواصل فعالياتها بفاس، مختلف القضايا والإشكالات التي ترتبط بالإنتاج في المجال الفني والآليات والهيئات التي تتدخل في هذا المجال وكذا الآفاق الواعدة التي تفتحها التحولات الكبيرة والمتسارعة التي يشهدها القطاع الفني .
وركز المتدخلون في محور ” سؤال الإنتاج الدرامي التلفزيوني ” ، على ضرورة وأهمية إعادة تأهيل الإنتاج التلفزيوني حتى يستجيب لانتظارات المبدعين والجمهور وكذا للمتغيرات التي تطال بنية المجتمع المغربي بمختلف فئاته .
وفي هذا الصدد ، نوه المخرج والإعلامي إدريس الإدريسي ، رئيس الجمعية المهنية للإذاعة والتلفزيون ، بالتراكم الجميل في الإنتاج التلفزيوني الدرامي ، مشيرا إلى عطبين رئيسيين الأول مرتبط بالسيناريو والثاني بالإنتاج .
وقال إن الوضع العام الذي يعرفه العمل التلفزيوني يتسم بالضبابية لغياب الدراسات التي بإمكانها أن تكشف عن ميولات الجمهور ودعا إلى ضرورة الاهتمام بكتاب السيناريو وبالمهن المرتبطة بالإنتاج .
ومن جهته ، اعتبر المخرج إدريس شويكة أن عملية تنظيم قطاع الإنتاج التلفزيوني أضحت ضرورية في الوقت الحالي حتى يساير هذا الإنتاج التحولات التي يشهدها المجال الفني وكذا المتغيرات التي تطال بنيات المجتمع ، مشيرا إلى أهمية مراجعة دفاتر التحملات والعمل على تنظيم قطاع الإنتاج التلفزيوني .
وبخصوص محور ” موقع الفنان في المنظومة القانونية للصناعة السينماتوغرافية .. نحو تنزيل مقتضيات الكتاب الأبيض ” ، دعا المتدخلون في النقاش إلى ضرورة تقوية دور الفنان الذي يبقى هو الحلقة الأضعف في مجال المنظومة القانونية للصناعة السينمائية .
وطالبوا بضرورة تقوية وتعزيز حضور الفنان في الحقل البصري تفعيلا لتوصيات الكتاب الأبيض للسينما الذي تم إعداده بمشاركة مجموعة من النخب من أجل الوقوف على مشاكل السينما .
واعتبروا أن أهم توصيات الكتاب الأبيض هي التي تدعو إلى اعتماد قانون الفنان كمرجعية لاشتغال الفنانين ثم حمايتهم وإحداث تمثيلية المهنيين في المركز السينمائي المغربي مع تحسين ظروف الاشتغال بالنسبة للممثلين .
وأكد مسعود بوحسين ، رئيس النقابة المغربية لمحترفي المسرح ، أن الحقل السينمائي هو من المجالات التي تتسم بسهولة التفاوض معها ، مضيفا أن توصيات الكتاب الأبيض في السينما لا يمكن أن تنفذ بشكل ناجع في ظل قانون الفنان الذي يتطلب التعديل .
واعتبر أن القاعدة الأساسية التي ستحل مشكل المسرح والسينما والتلفزيون في العلاقات الشغلية هي قانون الفنان وقانون الملكية الفكرية .
وموازاة مع هذه الملتقيات الفكرية التي تناقش واقع الفن والفنان ، شهد مركب ” الحرية ” بفاس مساء نفس اليوم تقديم العرض المسرحي ( كرنفال) لفرقة مسرح مناجم جرادة والتي تشارك في إطار المسابقة الرسمية للمهرجان .
ومسرحية ( كرنفال ) التي هي من تأليف محمد امين بنيوب وإخراج حفيظ موساوي ، عبارة عن احتفال مفعم بالسحر والأسرار ومختلف أشكال اللهو واللعب والتي تتحول إلى احتفال حزين شديد القسوة .