الخميس , 28 مارس 2024
الرئيسية » فنون » الملحفة الصحراوية أيقونة معرض تشكيلي لفاطمة مورجاني بالدار البيضاء

الملحفة الصحراوية أيقونة معرض تشكيلي لفاطمة مورجاني بالدار البيضاء

تشكل الملحفة الصحراوية أيقونة المعرض التشكيلي لفاطمة الزهراء مورجاني، الذي تنظمه بالدار بالبيضاء، على مدى أسبوعين، تحت عنوان “كوريوليس”.

وتبرر التشكيلية فاطمة الزهراء مورجاني اختيارها للملحفة الصحراوية، التي جعلتها بديلا لقماش اللوحة، تعبيرا عن افتتانها بلباس عريق استعملته مختلف الحضارات منذ عهد الإغريق مرورا بالهند وبلدان مثل اليمن وإثيوبيا وموريتانيا، إضافة إلى جنوب المملكة.

وأوضحت الفنانة التشكيلية، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، مساء أمس الخميس بمناسبة افتتاح المعرض، أنه من خلال استعمالها للملحفة الصحراوية في لوحات تهيمن عليها ألوان داكنة يخفف من قتامتها اللونين الأبيض والذهبي كأفق مفتوح على الأمل، تسعى إلى التشبث بشرفة الحياة ونهب لحظات الفرح.

وتروم فاطمة الزهراء مورجاني، من خلال هذا المعرض التشكيلي، الذي استعملت فيه مجموعة من العلامات والرموز، وخاصة ملحفة المغرب الصحراوي، تمرير رسائل محددة وواضحة أهمها ضرورة الحفاظ على الطبيعة التي توجد في حرب غير عادلة مع الإنسان ومحاربة كل الأنماط الاستهلاكية.

وتضيف “الملحفة الصحراوية” ليست مجرد زي كوني عالمي، بل هي كذلك زي ينتصر للحياة خاصة “الشكة الصحراوية” ذات اللونين الأبيض والأسود التي تستعمل في الجنوب كلباس للعروس، “أحب كثيرا هذا الزي الذي أسميه لباس الحياة” مقابل “لباس الكفن وهو لباس الموت”.

وارتباطا بموضوع المعرض، توضح التشكيلية المغربية أن “كورليوس” هي قوة فوق الأرض تخلق العواصف والزوابع التي يمكن لها أن ترفع إلى فوق، كما يمكن أن تكون في نفس الوقت قوة مدمرة، وذلك في إشارة إلى علاقة الإنسان بالطبيعة التي يمكن أن تنتهي في حال عدم المحافظة عليها إلى دمار كامل.

ولعل الهاجس الأكبر الذي حاولت فاطمة الزهراء مورجاني أن تعبر عنه في هذا المعرض الذي يتكون من حوالي 30 لوحة هو مشاعر الخوف والعجز والذنب التي يشعر بها الإنسان أمام الضرر الذي يصيب الطبيعة بشكل يومي.

وعلى الرغم من أن فاطمة الزهراء مورجاني درست الهندسة المعمارية إلا أنها سرعان ما انجذبت إلى عالم الفن التشكيلي حيث عرضت أول لوحاتها ببولونيا سنة 2010 التي عاشت بها لسنوات طوال، بعد أن قضت عدة سنوات بإثيوبيا.

قادها شغفها للسفر إلى اكتشاف بلدان عديدة ما بين الشرق والغرب، والتعرف على ثقافات جديدة ومختلفة شكلت بالنسبة لها مصدرا لا ينضب للإلهام والإبداع، تفاعلت معه بحرارة وجعلها تغير نظرتها إلى نفسها وإلى العالم.

وتقدم الفنانة التشكيلية، التي رأت النور سنة 1971 بالدار البيضاء، من خلال هذا المعرض مجموعة فريدة ومتنوعة من اللوحات سواء عبر تنوع الأشكال التعبيرية أو من خلال المواضيع التي اختارتها للعرض.

وانسجاما مع قناعتها بضرورة الحفاظ على البيئية تحرص فاطمة الزهراء مورجاني في لوحاتها ذات الطابع التجريدي على استعمال المواد الطبيعية في أعمالها من قبيل القطران وصدأ الحديد وخشب النخيل و البترول.

شاهد أيضاً

على هامش رحيل الفنان بنعبد الله الجندي:حياة وأعمال الفنانين المغاربة في حاجة إلى توثيق محكم

مع كامل الأسف لم تشر القصاصات الخبرية المتعلقة بوفاة الممثل المراكشي القدير محمد بنعبد الله …